من نحن

إطلاق مجلة أطفالنا

الأطفال هم زينة الدنيا ، يُقاس رقي الأمم وتقدمها بمدى اهتمامها بهم ورعايتهم،فكلما اتسعت المساحة المخصصة للأطفال في الأفق الفكري لمجتمع ما فذلك يعني أن هذا المجتمع قد وضع عينيه على المستقبل
11 ديسبمر 2020
كلمة
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
بمناسبة إطلاق مجلة أطفالنا
الصادرة عن مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث
وتكريم الداعمين للمركز

الرياض - السبت
27 صفر 1425هـ / 17 أبريل 2004م

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب السمو والمعالي والسعادة ,,

الإخوة الحضور ,,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

بداية نشكر للأخ الدكتور أنور الجبرتي المدير التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وللأخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ المدير التنفيذي لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث، دعوتهما الكريمة لنا للمشاركة في تكريم المبادرين بالوقوف بجانب مركز أورام الأطفال ومساعدته في تحقيق أهدافه النبيلة بخدمة شريحة من أطفالنا قدر الله عليها المرض .

الأطفال هم زينة الدنيا ، يُقاس رقي الأمم وتقدمها بمدى اهتمامها بهم ورعايتهم،فكلما اتسعت المساحة المخصصة للأطفال في الأفق الفكري لمجتمع ما فذلك يعني أن هذا المجتمع قد وضع عينيه على المستقبل الذي تعبر إليه المجتمعات عبر استثمارها في الإنسان وتنميته، وما الأطفال إلا النبتة الأولى التي نستظل بها في هذا الطريق .

وعلى العكس من ذلك فإن كثيراً مما تعانيه بعض المجتمعات من خلل وتخبط وتخلف مرده إلى قصور الفكر التنموي الذي لا يضع في سلم أولوياته إيلاء الطفولة ما تستحقه من عناية واهتمام .

أيها الأخوة ,,

إن مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث من الأمثلة البارزة للعمل الخيري والطوعي، فهو قد أنشئ بمبادرة فردية نبيلة، وبمُبادرة أخرى طيبة تم إنشاء مبنى لإقامة المرضى القادمين للعلاج فيه من خارج الرياض، وبعون ومساهمة الخيرين يمول الجزء الأكبر من تكاليف إدارته وتشغيله.

إن ذلك العون الأهلي والطوعي يثلج صدورنا ويزيد من سعادتنا، فهو ينم عن حس إنساني رفيع يتميز به، عدد كبير من أبناء هذا الوطن المعطاء، الذين يتسابقون إلى تقديم الدعم ومد يد المساعدة لهذا المركز وغيره من المشروعات الخيرية، التي يعود نفعها على فئات مختلفة من المواطنين .

وإنه لواجب علينا أن نُشيد بهم ونشكرهم، إلا أن كلمات الشكر والثناء المعتادة لا يُمكن أن تعبر عما يكنه لهم مجتمعهم من تقدير وإعزاز.

فاجتماعنا اليوم لتكريم عدد منهم هو تشجيع للمبادرات ، ودعوة إلى تنميتها في المجتمع، استقطاباً لجهود أخرى خيرة . وإن كنا نُثمن ونُقدر ما قدموه ، فإننا على يقين من أن عطاءهم نابع من انتمائهم لهذا الوطن وحرصهم على كل ما يدعمه في جميع المجالات وفي مقدمتها المجال الصحي للطفولة .

إننا نتطلع إلى اليوم الذي تسود فيه ثقافة العمل الطوعي في مجتمعنا برؤية غير تقليدية، تعززها القيم الإسلامية الحضارية الجليلة التي تفتح المجال واسعاً أمام المبادرات وتحفز أهلها .

فالعمل الأهلي الطوعي يوآزر جهد الدولة ويحمل عنها أعباء كثيرة، وهو من القطاعات التي تعتمد عليها المجتمعات المتقدمة، وبصورة خاصة في مجال الصحة والخدمات الاجتماعية.

ونعتقد أن جانباً كبيراً من الأمل في تحقيق ذلك التطلع معقود على التعاون فيما بين القطاع الخاص ورجال الأعمال، وبين منظمات المجتمع المدني التي بدأت تنهض وتنمو لدينا في ظل التوجه الإصلاحي الذي ننتظر منه الكثير، فالتغيير الإيجابي المنشود لا يمكن أن يتحقق إلا بهذه الشراكة المحمودة .

أيها الأخوة ,,

لا يخفى عليكم أن للإعلام ـ بوسائله وتطبيقاته المتنوعة ـ دوراً مهماً في إبراز الأعمال الخيرية والدعوة إلى استمرارها وتناميها، ومطبوعة أطفالنا التي نحتفي معكم اليوم بإطلاقها عبر هذا الحفل هي من الأدوات المطلوبة لإغناء الساحة وتعميق ثقافة يحتاجها المجتمع، ونعتقد أنها بإذن الله ستكون وسيلة ناجحة لإيصال أخبار هذا المركز وما يقوم به من خدمات جليلة إلى سائر أفراد المجتمع ونرجو أن يوفق الله القائمين عليها في اختيار الموضوعات التي تؤصل لدى قرائها الاهتمام بالعمل الخيري الطوعي.

ونحن من جانبنا في برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) سنعمل إن شاء الله ، على دعم مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث في مجال عمله من خلال المشروعات الخاصة بالأطفال التي يتبناها البرنامج وذلك عبر المنظمات الدولية التي نتعامل معها.

- ختاماً أيها الإخوة لكم جميعاً الشكر، مع دعواتنا أن يكون عملنا جميعاً خالصاً لوجه الله ثم الوطن .