كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ( أجفند ) رئيس اللجنة التوجيهية العليا لمشروع صحة الأسرة العربية الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة التوجيهية العليا لمشروع صحة الأسرة العربية القاهرة ـ مقر جامعة الدول العربية الخميس 9 سبتمبر 2004م
معالي الأخ الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد / عمرو موسي
الأخوات والاخوة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية يطيب لنا أن نشكر لكم تلبيتكم الكريمة للدعوة إلى هذا اللقاء، الذي نتابع من خلاله مسار مشروع صحة الأسرة العربية ، هذا المشروع الذي يتقدم باطراد صوب غاياته النبيلة ، والذي نتوخى أن يكون نموذجاً يحتذى في التعاون والتنسيق المثمرين بين الدول العربية، وبينها وبين المنظمات الأممية والإقليمية المعنية بقضايا التنمية بمختلف جوانبها .
وتعلمون أن مولد مشروع صحة الأسرة في كنف بيت العرب قد شكل تحدياً كبيراً لنا وللجامعة ، لأنه جاء في وقت أصبح العمل العربي المشترك يعاني الركود، بل صار عنواناً للفشل . ولكن بصدق العزم وإخلاص النيات أمكن تحقيق قدر معقول من النجاح نرجو له الاستمرار والاكتمال .
الأخوات و الاخوة :
لقد قطع مشروع صحة الأسرة العربية الطريق كله ، إلا قليلاً ، بعد اكتمال جزئه الأول وهو دراسة صحة الأسرة الخليجية ، وبعد انجاز المسوحات القطرية في ثماني دول عربية أخرى ، ونرجو أن تتوفر الظروف الملائمة التي تمكّن من تنفيذ المشروع في المناطق الأشد حاجة إليه في وطننا العربي الكبير، وخصوصاً مواقع الأزمة والاستنزاف في فلسطين والعراق والصومال ، حيث تتدهور الأوضاع الصحية مثلها مثل مختلف جوانب الحياة.
ولا أخفي عليكم مدى الألم الذي اعتصرني عندما شاهدت ما نقلته وسائل الإعلام قبل أيام عن تلوث مياه الشرب وتكدس أكوام القمامة في مدينة الصدر العراقية التي انهمك الجميع فيها في قتال ضار لا منتصر فيه ولا مهزوم ، بينما الأوبئة توشك أن تدمر حياة البشر . وليس هذا إلا مشهداً واحداً من مشاهد مؤلمة في بلادنا العربية ، وخصوصاً في مناطق الأزمات الكبرى ، ولا ننسى هنا مأساة أبناء دارفور أيضاً .
الأخوات و الاخوة :
إن مأزق أمتنا في هذه المرحلة لا يقتصر على المعاناة الإنسانية لكثير من أبنائها. فما هذه المعاناة إلا نتيجة فشل متراكم في بناء أقطارنا وقصور متزايد في الأداء، ولذلك أسعدني التقدم الذي لا حظته في مشروع صحة الأسرة وروح العمل فيه ، وهذا دليل على أن في إمكاننا أن ننجز ونرتقي بأدائنا.
ومن هنا فإن ما تحقق يجدر أن يكون محفزاً لتوجه جديد للعمل العربي في عالم أصبح طابعه التكتّل في مواجهة التحديات ولتحقيق الأهداف وحماية المصالح .
فهذا المشروع بما ينطوي عليه من إحصاءات ومعلومات توفّرها المسوحات يسهم في تحسين المؤشرات الصحية والمعيشية وبالتالي الاقتصادية، ويساعد في معالجة الخلل التنموي الذي كشفه بوضوح تقرير التنمية الإنسانية العربية في عدديه اللذين صدرا حتى الآن ، وهو أيضاً يدخل في صميم مقررات مؤتمرات السكان والتنمية ، ويندمج في أهداف الأمم المتحدة التنموية للألفية الثالثة.
الأخوات و الاخوة :
في الوقت الذي يوشك مشروع صحة الأسرة على الاكتمال قد توافقونني على أننا بحاجة إلى استحضار جملة من العوامل التي تضاعف فوائده ، ومنها :
أولاً : بلورة آليات عمل لتقويم المشروع وتفعيل النتائج التي استخلصناها وذلك عبر مؤتمر عربي إقليمي يكرس لصحة الأسرة ويناط به مناقشة المشروع من جميع جوانبه، بخاصة انعكاساته على السياسات الصحية والسكانية في الوطن العربي.
ثانياً : توثيق المشروع بصورة متكاملة حتى نحفظ للأجيال وللتاريخ هذا النموذج الناجح للعمل العربي المشترك ، ولاستنباط الدروس المستفادة منه.
ثالثاً : ترسيخ المشروع وأبعاده التنموية في ذهن المواطن العربي من خلال ندوات إعلامية تبرز جوانبه المختلفة .
رابعاً: وأخيراً أن يكون هذا المشروع قاعدة وركيزة تبنى عليها الدراسات المستقبلية ..
في الختام أجدّد الشكر لكل من أسهم في هذا المشروع حتى بلغ هذه المرحلة المتقدمة . .
والشكر أجزله لشركائنا في التنمية : صندوق الأمم المتحدة للسكان ، ومنظمة الصحة العالمية ، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ( يونسيف ) ، والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ، وصندوق أوبيك للتنمية الدولية، فالشكر لهم جميعاً.
وفقكم الله للخير والسداد ,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته