كلمة
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية
راعي مؤتمر
تطوير وتوحيد خط برايل العربي
الرياض
1 شعبان 1423هـ
7 أكتوبر 2002م
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ الدكتور / محمد أحمد الرشيد
وزير المعارف ,,
سعادة الأخ الدكتور / ناصر الموسى
المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة المعارف ,,
الأخوة والأخوات المُشاركين ,,
بدايةً نود أن نعبر لكم عن شديد اهتمامنا بهذا المؤتمر الذي يتعلق موضوعه بتطوير وتوحيد خط برايل العربي لتقديم خدمة أفضل لقطاع عريض من ذوي الإعاقة البصرية في العالم العربي.. فنحن تواقون للمشاركة في كل جهد تكون نتائجه عملاً عربياً مشتركاً.. وإذا كانت الفرصة لم تسنح بعد لانطلاق عمل عربي كبير يضعنا في مصاف الدول التي سلكت طريق التكاتف والتعاضد وأصبحت كياناً واحداً،فإن نجاح أي مسعى في هذا الاتجاه يمثل أملاً في غد أفضل بإذن الله.. وإذا ما خرج مؤتمرُكم بتوصيات تتفق على أسلوب لتوحيد خط برايل وتعميمه على جميع الدول العربية، فيكفينا هذا فخراً، فهذا الاتفاق يعني أننا نتوجه إلى الهدف المنشود.. وإذا كانت خطواتنا تبدو بطيئة.. فحسبنا أنها رصينة.. تتحسس طريقها وسط عقبات كثيرة.. منها ما هو خارجي، ولكن أهمها ما ينبع من ذاتنا.
الأخوة والأخوات :
إن التنمية البشرية تعتمد بالأساس على تنمية قدرات الإنسان .. وتزويده بالمعارف الحديثة.. وإتاحة الوسائل التقنية له ليتمكن من قدح الفكر وإعمال الملكات .. وصولاً إلى المبادرات الفردية التي تساهم في إعلاء شأن مجتمعه في شتى المجالات .. فما رقي المجتمعات إلا نتاجاً لعقل الإنسان .. ونعتقد أن فكرة مؤتمركم هذا تتماشى مع إدراك بلداننا العربية أهمية الاعتماد على الذات بالاستعانة بأدوات العصر، ومنها الحاسب الآلي الذي يتيح لمستخدميه سُبلاً كثيرة أهمها شبكة المعلومات العالمية المعروفة بالإنترنت ، التي تضع بين أيدينا ذخيرة متنوعة من المعلومات من جميع أنحاء العالم ..
وإذا كان هدف المؤتمر ? ضمن أهداف أخرى - إقرار مصطلحات موحدة لاستخدامها في مجال الحاسب الآلي تتيح خيارات معرفية لشريحة من المجتمع العربي لها ظروفها الخاصة، فإن هذه الشريحة أيضاً لها حضورها في خطط واستراتيجيات برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) الذي نشرٌف برئاسته، وأحدث مشروعاتنا في هذا الخصوص هو مشروع مركز إبصار لخدمة المعوقين بصرياً، الذي نُنفذه بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية،وعدد من رجال الأعمال السعوديين، وقد تبنى هذا المشروع هدفاً طموحاً هو توفير حاسب آلي لكل كفيف،وتم تطبيق المراحل الأولى منه في مدينة جدة، ونأمل أن يكون نجاح التجربة حافزاً لتعميمها في المملكة توطئة لتعميمها على الدول العربية الأخرى بإذن الله، فمشروع إبصار بالخطوات المتقدمة التي قطعها في مدة وجيزة، يُعد نموذجاً مميزاً لمساهمات العمل الأهلي التطوعي في خدمة المجتمع وحل مشكلاته.
الإخوة والأخوات :
إن أوراق العمل المُقدمة لهذا المؤتمر من شأنها أن توفر فرصة سانحة لتبادل المعلومات وتلاقي الأفكار وتعميق روح التعاون الخلاق، فنأمل أن تكون هذه البيئة المعرفية الإنسانية سبيلاً ممهداً إلى توصيات عملية صالحة للتطبيق في جميع بلداننا العربية.
ختاماً .. نشكركم جميعاً ، ونُرحب بالأخوة والأخوات المشاركين من خارج المملكة في بلدهم المملكة العربية السعودية.. ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر لجميع الجهات التي دعمت وساعدت على إقامة هذا المؤتمر،متمنين لكم التوفيق في أعمالكم بإذن الله.
ولنستحضر قوله تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,