اللقاء العلمي الخامس للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع
كلمة صاحب السمو الملكي
الأمير طلال بن عبد العزيز
فــي
اللقاء العلمي الخامس للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع جدة
1 مُحرم 1422هـ
26 مارس 2001م
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة ,,
الإخوة الكرام ,,
يطيب لنا أن نكون معكم في هذا اللقاء العلمي الخامس للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ، والذي يُعد لبنة في بنيان هذه الجمعية الفتية التي دأبت على دعم البحث العلمي وأخذت على عاتقها تحقيق أهداف عدة تخدم من خلالها المجتمع حيث تقوم بدعم العاملين في المجال الصحي بما هو حديث ومتطور وصولاً للخدمة المتميزة في الصحة ، بوصفها أهم مجالات التنمية كونها تُعنى بالإنسان هدف كل تنمية ومنطلقها
لقد سعدنا من خلال لقائنا مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية قبل ستة أشهر في الرياض بالإطلاع على الإنجازات التي حققتها هذه الجمعية في المرحلة الماضية ، ولا شك أن الدعم الذي تلقاه من الأعضاء الشرفيين ومحبي منظمات المجتمع المدني لهو عامل محفز للقائمين على أمر الجمعية لتكثيف مساهماتهم المشكورة في خدمة الصحة وبخاصة الصحة الوقائية . ولا شك أن مثل هذه الجمعية وغيرها من المؤسسات غير الحكومية تدعم مسيرة الحكومات لتحقيق الرقي للأوطان والمواطنين . ولذلك يجب أن تلقى الجمعيات والمنظمات الأهلية التنموية الرعاية والإعانة والتسهيلات التي تساعدها في أداء رسالتها.
الإخوة الكرام :
من خلال الكلمات الطيبة التي سمعناها في هذا الحفل يتضح أن جمعية طب الأسرة والمجتمع تشهد تطوراً نوعياً ملموساً في أنشطتها وبرامجها وخدماتها من حيث الاهتمام بالجوانب العلمية مثل هذا اللقاء ، ويأتي تخصيص موقع للجمعية على شبكة الإنترنت وتدشينه اليوم معززاً لدورها ومُحققاً لهدف نشر خدماتها لتكون في متناول الباحثين ، والتواصل مع الجهات العلمية الدولية التي تشهد تطوراً كبيراً وسريعاً.
الإخوة الكرام :
إننا في برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية AGFUND نقيم جسوراً عديدة للتعاون مع جمعية طب الأسرة والمجتمع، ونأمل أن يتنامى هذا التعاون ويتعمق في المجالات التي تخدم مجتمعنا وتُرسخ مفهوم طب الأسرة والمجتمع. ونحن حريصون على تقوية التواصل والتنسيق معها من خلال الدعم المادي والفني أو الاستشاري.
ومن أمثلة المشروعات الناجحة التي ينفذها البرنامج مع الجمعية في عدد من المناطق :
- مشروع تثقيف أمهات الأطفال المعاقين وتدريبهن ، ومشروع تشجيع الرضاعة الطبيعية ، ومشروع الإسعافات الأولية للتعامل مع الحوادث المنزلية ، ومشروع (الأم للأم للطفل المعاق) أي تبادل الخبرات بين الأمهات اللائي لديهن أطفال معاقون . فهذه المشروعات كما ترون تعالج مشكلات أساسية في المجتمع يجب أن نوليها اهتماماً أكبر.
- وهنالك مشروع آخر لا يقل أهمية عن هذه المشروعات الأربعة وهو مكافحة مرض تكسر الدم الوراثي المعروف بالحمى المنجلية المنتشر على نطاق واسع ومُقلق في الإحساء بالمنطقة الشرقية ، فهذا المرض الخطير لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن والمصابون به يعانون آلاماً مبرحة . وهو مرض متصل في كثير من جوانبه بظاهرة منتشرة في بلادنا وفي البلدان العربية عامة وهي ظاهرة زواج الأقارب ، ولذلك فإن جزءأً أساسياً من دعم برنامج الخليج العربي لمشروع مكافحة مرض تكسر الدم الوراثي خُصص لإقامة ندوة جامعة تُعقد بمقر البرنامج في منتصف إبريل القادم ، وقد وجهنا الدعوة إلى جهات عديدة لبحث آليات مواجهة هذا المرض عملاً على وقف انتشاره . وأهم هذه الآليات التوعية بضرورة الفحص الطبي قبل الزواج ولا شك أن دور الإعلام مهم في ترسيخ هذا المفهوم الذي يحمي أجيالنا بإذن الله ، ويحفظ على البلاد الموارد التي تُصرف على مرض لا شفاء منه .
أيها الإخوة :
لقد أسعدنا أن يكون في برنامج هذا اليوم تكريم لنُخبة من أعضاء شرف الجمعية ، ونتطلع دوماً إلى تعاون الجميع ومؤازرتهم لهذه الجمعية لكي تتمكن من تحقيق أهدافها الجليلة .
وختاماً نتمنى لهذا اللقاء كل النجاح والتوفيق وتحقيق أهدافه والخروج بتوصيات عملية تصب في الهدف الأكبر وهو خدمة الوطن والمواطن ، كما نوجه الشكر للاخوة في مجلس إدارة الجمعية ولكل العاملين بها على جهودهم في الرقي بالجمعية وتحقيق أهدافها متمنين للجميع التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,