الملتقى الإعلامي حول
"بنوك الفقراء من أجل التنمية"
القاهرة : الاثنين 20 يونيو 2011
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، عُقد الملتقى الإعلامي حول "بنوك الفقراء من أجل التنمية" يوم الاثنين 20 يونيو 2011 بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة.
شهد الملتقي ومعالي السيد محمد فائق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ومعالي الأستاذ أحمد عبد العزيز قطان سفير المملكة العربية السعودية في مصر والعضو الدائم للمملكة بجامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين منهم الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والداعية عمرو خالد وأ.أفكار الخرادلي رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا ود.عبد العاطي محمد رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي والكاتب الصحفي الكبير صلاح عيسي، وممثلو المؤسسات التي تشرف برئاسة سمو الأمير طلال وهم: د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، ود.أماني قنديل المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ود.عبد العزيز خميس مدير الجامعة العربية المفتوحة، ود.أحمد عبد المنعم مدير مشروع صحة الأسرة بجامعة الدول العربية.
في بداية اللقاء أوضح الأستاذ عبد المنعم الأشنيهي مدير إعلام سمو الأمير ومنسق الملتقى الإعلامي بأن هذا الملتقى الإعلامي جاء لدعم فكرة بنوك الفقراء من أجل التنمية، فهو ملتقى إنساني إيجابي يلتقي فيه قادة الفكر والمهمومين بقضايا الأمة وعدد من الإعلاميين، يطرح فيه الداعين له حلاً عملياً لمشكلة الفقر والبطالة التي يعاني منها الكثيرون في مصر وبقية الأقطار العربية، كما يقدم الملتقى عدداً من النماذج للتجارب التي طبقتها بعض الدول العربية لإنشاء بنك للفقراء بها، آملا أن يخرج هذا الملتقى برؤى مشتركة تحفظ للفقراء كرامتهم وتحمي المجتمعات من غضب دوافعهم.
كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
وجه سمو الأمير طلال كلمة في مستهل الملتقى رحب فيها بالسادة الحضور لمشاركتهم في هذا الملتقى حول بنوك الفقراء في الوطن العربي، الذي يُعد بمثابة تنوير للمجتمع العربي بحقائق هذا النوع من التمويل التنموي الذي بات يشكل توجها عالميا. وأكد سموه على أن الفقر يُعد عائقاً كبيراً أمام تقدم المجتمعات لأن هذه الظاهرة ـ في بلداننا بالذات ـ تعطل طاقات واعدة وتغيب إسهامات شرائح لها عطاؤها، وأشار سموه أن الدول العربية كثيراً ما تعاملت مع ظاهرة الفقر، سواء أولئك الذين يعترفون بوجود الفقر بينهم، أو من كانوا يخفونه ويتحسسون من إعلانه، ولكن تلك السياسات لم تستطع معالجة الظاهرة بالكيفية التي تحفظ كرامة الفقراء، ولا هي قدمت برامج حمائية يعتد بها توقف زيادة انتشار الفقر، مشيراً إلى أن هذا القصور يُعد من أهم دوافع الثورات والاحتجاجات التي تشهدها المنطقة.
وحول المبادرة لتأسيس بنوك الفقراء، قال سمو الأمير: "إننا أطلقنا دعوتنا لإنشاء بنوك الفقراء منذ العام 1996، ولم يراودنا شك في أن مصر ستكون الرائدة في هذا المجال، وللأسف لم يتحقق ذلك، فانتقلنا بالفكرة إلى بلدان أخرى رحبت بالفكرة، وهيأت نظمها التشريعية ليكون لبنك الفقراء متسع في اقتصاداتها، وهذه الدول هي اليمن والأردن والبحرين وسوريا التي افتتح فيها البنك مؤخراً.
وأضاف سموه بأن هذا الملتقى فرصة لنناشد القيادة الجديدة في مصر لإعطاء فرصة لبنك الفقراء في هذا البلد الكريم، ولا شك أن انضمام مصر لمنظومة بنوك الفقراء سيمد هذا المشروع الاقتصادي الاجتماعي بقوة دفع جديدة. مؤكدا سموه بأن " بنوك الفقراء لا تحد فقط من البطالة، ولكنها بالأساس تحول الشباب من باحثين للعمل إلى أصحاب أعمال صغيرة تستقطب آخرين".
نص الكلمة في الملف المرفق
مبادرة سمو الأمير طلال لتأسيس بنوك الفقراء في الوطن العربي
استعرض الأستاذ ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) مبادرة سمو الأمير طلال لتأسيس بنوك الفقراء في الوطن العربي. أوضح الأستاذ ناصر أن الأجفند تم تأسيسه بمبادرة من سمو الأمير عام 1980 ومر بثلاث مراحل، ركزت المرحلة الأولى على المرأة والطفل وانعكست على برامج التنمية في مجالات الصحة والتعليم، وفي المرحلة الثانية اهتم اجفند بتأسيس المؤسسات ومنها المجلس العربي للطفولة ومركز المرأة بتونس والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وفي المرحلة الثالثة اتجه الأجفند إلى تأسيس مؤسسات تخدم الشباب، والتركيز على مبادرة الطفولة المبكرة مع وزارة التربية والتعليم التي تم تعميمها في الدول العربية، وركزت المرحلة على إنشاء الجامعة العربية المفتوحة ومكافحة الفقر.
أوضح القحطاني الاسباب التي جعلت دعم صناعة التمويل الأصغر من الأشياء الملحة ومنها أنه أداة قوية معترف بها في كافة أنحاء العالم للتخفيف من حدة الفقر ورفع مستوى المعيشة وخلق فرص العمل، موضحا أن بنك الفقراء لا يعتبر مجرد تأسيس لبنك بل إنه خلق لثقافة وتنظيم وتشريع تسمح بخلق أكثر من بنك، فالبنك لا يقدم قروضاً فقط، وإنما يقدم إدخار وتأمين، ويشترط في التوظيف من لا تتوافر لديهم الخبرة السابقة ويشترط أيضا الانتماء إلى أسرة فقيرة، ويقوم البنك بتدريب الكوادر العاملة به وتأهيلهم.. كما أن هذا البنك لا يوزع أرباحا، ولا يضم خبراء أجانب ويستعين بالخبرات العربية.
وفي ختام العرض دعى القحطاني الحكومات العربية إلى دعم إنشاء بنوك الفقراء وخلق التشريعات المناسبة والقوانين والمؤسسات التي تكون قادرة على استيعاب التمويل، موضحاً أن هناك مبالغ كبيرة موجودة في الصناديق العربية وأموال أخرى توجه للمشروعات الصغيرة من قبل الحكومات. وفيما يتعلق بتطبيق بنك الفقراء في مصر، أوضح أن هناك حاجة إلى وجود قانون يسمح بإنشاء بنوك التمويل الأصغر، وذكر أنه خلال العامين الماضيين كان هناك تواصل مع المسئولين في مصر لوضع قانون خاص وتم رفعه لمجلس الشعب، ولكن لايزال هناك تحفظ على هذا القانون الذي يجيز أن تكون هذه البنوك تحت هيئة الاستثمار في الوقت الذي يرى الأجفند أن تكون هذه البنوك تحت البنك المركزي أو مؤسسة على غرار البنك المركزي، والتحفظ الثاني وهو الأهم يتمثل في الرغبة أن يكون البنك فقط لتقديم القروض بينما الرؤية أن يقدم أيضا خدمات.
عرض المبادرة في الملف المرفق
تجربة بنك الفقراء في الأردن
قدم الأستاذ باسم خنفر مدير عام البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة عرضاً حول تجربة بنك الفقراء في الأردن الذي تأسس بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز وبمشاركة صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية والقطاع الخاص الأردني وبدأ أعماله في عام 2006. وأوضح الأستاذ باسم خنفر أن البنك يمول نوعين من المشروعات: المشروعات متناهية الصغر التي يغلب عليها تمويل النساء في المنازل لخلق فرص عمل ذاتية، وقطاع المشاريع الصغيرة الذي يتيح خلق فرص عمل ليس فقط لصاحب المشروع وإنما أيضا للمحيطين. تُعد أول تجربة على أرض الواقع وتم وضع قانون خاص للبنك داخل الأردن، ويهدف بصورة أساسية إلى الاستدامة وإيجاد شركاء محليين.
واستعرض خنفر أهداف البنك الوطني ورسالته التي تهدف إلى زيادة انتاجية المشاريع الصغيرة ودعمهم وخاصة النساء منهم وتحسين مستوى معيشتهم من خلال توفير تمويل وخدمات مالية متميزة ومستدامة تتلاءم واحتياجاتهم.
عرض التجربة في الملف المرفق
بنك الفقراء في اليمن
قدم الأستاذ محمد اللاعي المدير التنفيذي لبنك الأمل عرضاً حول تجربة بنك الفقراء في اليمن (بنك الأمل للتمويل الأصغر) موضحاً أن البنك تأسس تحت شعار "بنك من لا بنك له"، كما أنه يستقبل إدخارات من قبل رجال الأعمال ، حيث يسعى البنك إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر ذات الدخل المنخفض والمحدود في اليمن وخصوصاً أصحاب المشاريع الصغرى والصغيرة من خلال توفير خدمات مالية متميزة.
وأشار اللاعي أنه من بين 130 مؤسسة مالية وبنك من 43 دولة حصل بنك الأمل على الجائزة العالمية لتحديات التمويل الإسلامي 2010، كما حصل البنك أيضا على جائزة الإبداع والابتكار في المنتجات في الوطن العربي، إضافة إلى الشهادة الفضية للشفافية عن نشاطه وخططه في النوع الاجتماعي، وتم اختيار البنك كثاني أكبر مؤسسة تمويل أصغر في العالم في دعم الشباب بالمؤتمر العالمي الرابع الذي عقد في 2010.
عرض التجربة في الملف المرفق
مداخلة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز: حول مبادرة بنك الفقراء في اليمن، أوضح سمو الأمير أنه في عام 2000 أثناء اجتماع مع الرئيس في اليمن وفي وجود عدد من رجال الأعمال تم طرح فكرة مشروع بنك الفقراء وكان هناك وعد بتبني بنك الفقراء، ولكن تأخر التنفيذ لسنين لعدم وجود قطاع خاص لديه أموال يمكن أن يقدم التمويل في هذه المسيرة، ولكن حدث تحرك من رجال أعمال سعوديين من أصل يمني، ووضعوا أموالهم الشريفة في تمويل هذا البنك. هذا نموذج عن كيفية نشأة البنك في اليمن الذي تطور بمساعدة الآخرين الذين ينتمون أصلا إلى اليمن ولكنهم سعوديين. واستطرد سموه قائلا: "عندما حضرنا عام 1996 إلى مصر، لم يكن لدى فكرة عن بنوك الفقراء، جاءت دعوة من اليونسكو لحضور طاولة مستديرة على شرف الدكتور محمد يونس الرائد المعروف، وبعثنا وفداً من قبلنا ومنهم شخصاً تعرفونه جيداً وهو السيد حمدي قنديل ليمثل المجلس العربي، وأحضروا لنا الأوراق والحوارات التي دارت في المائدة، وتأثرت بها، ورأيت أن هذا البنك من الأمور الأساسية التي يجب أن نقتدي بها، بدأ محمد يونس بـ 27 دولار وأصبحت الأموال مدورة بألاف الملايين من الدولارات ..غطى 50% من قرى بنجلاديش ... أصبح كل فقير يحمل موبايل .. أصبح الفقير مساهماً في البنك هذا فعلا شيء... الفقير لم يقول أنا عندي أسهم في البنك من ناحية كرامته... وبالنسبة للمستفيدين من هذا البنك كان 90% و 95% من النساء .. وفي يوم أثناء عشاء في باريس بالمصادفة أخبرني فخامة الرئيس السابق كلينتون أنه تم فتح بنك للفقراء في نيويورك .. طبعا الفقر هناك يختلف عن فقرنا .. ولكن مثل هذه الأمور هي حافز لنا جميعاً على الإصرار لتنفيذ الفكرة".
كلمة معالي السيد محمد فائق
وجه الدكتور محمد فائق التحية والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز ومبادراته العديدة التي تسعى إلى التغيير العميق، وعبر قائلاً: "مرحبا بالأمير الثائر في مصر الثورة". وأشار الدكتور فائق إلى أن الفقر من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن نجاح مشروع بنك الفقراء في بنجلاديش وحصول الدكتور محمد يونس على جائزة نوبل من الأشياء المعروفة بالفعل، غير أن ذلك النجاح الذي حققه تطبيق المشروع في دول عربية برعاية الأمير طلال، لم يكن من الأشياء المعروفة من قبل. موضحاً أن أهمية بنك الفقراء تكمن في أنه ليس كبقية المشروعات التي تساعد الفقراء على استمرار الحياة مثل الدعم ويظل الفقير فقيراً، بل إن بنك الفقراء ينقل الفقير من دائرة الفقر ويترك هذا الفقر، ويساعد آخرين على الخروج أيضا بالعمل والتدريب. وفي نهاية حديثه قدم التحية لهذا المشروع المبهر واستطرد قائلاً: " في هذا الوقت الذي قامت فيه الثورة ومن أحد شعاراتها العدالة الاجتماعية؛ ألا يكون هناك فقيراً في مصر، هذا المشروع يساعد كثيراً على التغلب على الفقر وإخراج الفقراء من دائرة الفقر.
حوار مفتوح
سمو الأمير طلال: في بداية الحوار المفتوح أوضح سمو الأمير بأنه كان في السابق بعض الحكام يعيبوا أن يقولوا في عندنا فقر، ولكن اليوم تغيرت الأمور وأصبح الاعتراف بالفقر والفقراء من الأشياء التي لا تعيب، بل وتُذكر في حسنات الحاكم أنه اعترف بالواقع، فكيف يمكن أن نكافح شيء لا نعترف به؟ والحقيقة أن هذا الأمر يشغل بال القيادات الواعية والطيبة والمباركة إن شاء الله في العالم العربي حتى أنها تتحرك للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لأنها المدخل الأساسي لإصلاح الكثير من الأمور. هناك بعض الدول التي تعمل مشاريع هائلة ومكلفة على سبيل المظاهر، وأنا لا أعمم ولكن أقول بعض، ولكن عندما نذهب إلى المشاريع الصغيرة، نجد أنها هي المشاريع المفيدة التي تخدم الإنسان في كل مكان، ونقول الإنسان لأنه لا فرق عندنا في البرنامج بين المسلم والمسيحي واليهودي، لأنها كلها أديان منزلة، الإنسان هو الإنسان، وصلنا في البرنامج إلى جميع الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بالمساعدات التي تخدم الإنسان في كل مكان، وهذه أموال عربية وصلت إلى القارة وتساعد الإنسان حيثما يكون، طبعا الأقربون أحق بالمعروف، وواجبنا أن نتعاون معكم في كل ما يخدم هذه المجالات الطيبة.
مداخلات وتساؤلات السادة الحضور:
الترحيب بفكرة بنوك الفقراء خاصة فيما يتعلق بالتنمية الإنسانية إلى جانب التنمية المادية، ورفع المستوى الثقافي للمرأة وتنمية قدراتها لكي تستطيع تربية أبناءها، وأهمية التعاون الكامل لإنشاء بنك الفقراء في مصر. خاصة وإنها تساعد على تحقيق مبدأ التكامل الاجتماعي بين المجتمعات العربية.
ما هى العقبات التي واجهت إقامة بنك الفقراء في مصر في السابق، وهل هناك عقبات بعد ثورة 25 يناير؟ وهل جرى حوار حول إمكانية إنشاء بنك الفقراء في مصر؟
إن المشكلة الحقيقة تكمن في غياب التشريعات وأزمة التشريعات في العالم العربي بما يتيح العمل في مثل هذ النوع من البنوك، والتساؤل: لماذا لم يتم التوجه إلى البرلمانات باعتبارها مصادر التشريع في الدول العربية؟ وأيضا هناك البرلمان العربي الانتقالي الذي يجمع البرلمانات العربية ويضم أعضاء من المجالس النيابية والتشريعية في العالم العربي.
ما مقدار رأس المال المفترض للبنك عند التأسيس؟ وما مصادر الأموال؟ وهل هناك جهات أخرى سوف تشارك؟ وما الإجراءات الحالية التي تتم مع الحكومة المصرية والبنك المركزي؟ وما الجهات التي يتم التفاوض معها لتأسيس البنك؟ وما الجدول الزمني لتأسيسه والمستهدف منه خلال الفترة الأولى لعمله في مصر؟
ما هى الضمانات التي سوف تتخذ للحصول على القروض، خاصة وأن هذه البنوك تستهدف الشرائح البسيطة من الفقراء؟
هل هناك اتجاه ليكون بنك الفقراء على المستوى العربي لخدمة الفقراء في أي مكان كبنك واحد ويكون مركزه في أحد الدول وله فروع في الدول الأخرى بحيث يخدم كل الدول العربية؟
ما هو مقدار أو نسبة الفوائد على القروض مع العلم بأن المبالغ بسيطة جداً؟
ما مدى إمكانية أن يتم تجميع مجموعة من الفقراء وعمل مشروع جماعي، ويتم تمويل المشروع باعتباره مؤسسة أو شركة تجمع فقراء في منطقة معينة، ويتم تمويل المشروع كتمويل جماعي، أم لابد أن يمول البنك أفراد؟
هذا البنك الذي تم تفعيله في أربع دول عربية، ما المعوقات التي حدثت عن تأسيسه في هذه الدول العربية الأربع حتى يستفاد منها عند تنفيذ البنك في مصر؟ وما مقدار فرص العمل التي سوف يقدمها هذا البنك في مصر للشباب والمحتاجين؟
هل هناك نصيب للمعاقين في الحصول على دعم من هذا البنك؟ حيث يوجد في مصر حوالي 10 مليون معاق، ولابد أن يكون لهم نصيب في الخير والعطاء، وهي فئة مهمشة جداً في المجتمعات العربية ككل.
الاقتراح بأهمية التركيز في عمل بنوك الفقراء في مصر على القطاع الزراعي وصغار الفلاحين وأيضا في قطاع الحرفيين وهو قطاع مهم في مصر، إضافة إلى التوجه أيضا إلى العشوائيات.
هل يقدم البنك القروض فقط، أم يقدم المساعدة أيضا بالتوجهات الفنية والإرشاد لكيفية التحرك واكتساب المهارات وتحديد المشروعات التي يتم البدء بها؟
الاقتراح بأن يقوم بنك الفقراء بتبني أفكار الفقراء واختراعاتهم البسيطة التي تحتاج إلى مشروعات كبيرة، مع إمدادهم بالخبرة والاستشارات.
هل الحكومة الحالية في مصر وافقت بالفعل على إنشاء بنك للفقراء في مصر؟ وهل المشروع في مرحلة الفكرة أم تم تأسيسه بالفعل في مصر؟
أجاب سمو الأمير طلال عن الأسئلة المطروحة بإيجاز في النقاط التالية:
- بنوك الفقراء جرت العادة أنه لا يكون لها فروع، بل يوجد بنك مستقل للفقراء في كل بلد، وإنما هذه البنوك تنسق فيما بينها للتعاون وتبادل المعلومات.
- فيما يتعلق بالمعاقين فإن فئة المعاقين من الفئات المستفيدة من بنك الفقراء ولكن لا يتم الإعلام عن ذلك بشكل تفصيلي، وعلى سبيل المثال كان أحد الفائزين بجائزة أفضل الرياديين بالأردن واحداً من المعاقين وكان مشروعه عبارة عن نحت خشبي، دائما هناك اهتمام بالمعاقين ولكن لا يوجد برنامج خاص.
- بالنسبة للتوجه للبرلمانات العربية، سيتم التوجه إليها بعد الانتخابات الوطنية النزيهه، فالمشكلة في عملية المناخ ليس مناسب ويكون من الصعب لأي قيادة العمل إلا في المناخ المناسب، ولكنها من الأمور الأساسية حتى يكون عندنا مرجعية يمكن الرجوع إليها.
- بالنسبة لرأس المال الذي يُقدم فهو بسيط وهو ما أوصى به القائد المعروف لبنوك الفقراء د.محمد يونس، ولكن يكبر رأس المال مع الوقت، في اليمن كانت البداية لرأس المال بـ 5 مليون دولار ثم أصبح رأس المال الآن بعد التبرعات 16 مليون دولار في ثلاث سنوات.
-البنك المركزي دائما هو المرجعية الأساسية قبل أن يبدأ بنك الفقراء، هناك بنوك مركزية لديها الوعي وتتفاعل مع أداء بنك الفقراء مثل بنك الأردن الذي تفاعل في موضوع التوفيرات، وبعض البنوك الأخرى ترفض هذا الأمر، مع إنه لا يضر الاقتصاد الوطني ولكن ينفع الفقراء، إذا التعاون بيننا وبين البنوك المركزية في معظمه جيد.
- بالنسبة للضمانات، هناك ميزة في بنك الفقراء أنه ليس هناك ضمانات، وليس هناك اتفاقيات موقعة، الاتفاقات تكون شفهية بين الطرفين، حيث الثقة موجودة بين الطرفين البنك والفقير، وبالفعل يقوم الفقير بأداء جميع واجباته.
- في بنك الفقراء يكون المشروع فعلا جماعي، ولا نحتاج إلى لفظ جماعي، المهم المعنى الذي يتحقق بالفعل.
- فيما يتعلق بالمعوقات التي واجهت البنك في الماضي، قال الأمير: "نحن الأن في عهد جديد في مصر، وأملنا كبير.. فلننسى الماضي ونبدأ من جديد". بالنسبة لموقف الحكومة الحالية من إنشاء بنك الفقراء، لم يتم مخاطبتها حتى الأن، لم نتصل بأحد، من وجهة نظري الأفضل مخاطبة القيادات العربية من خلال الإعلام؛ فالإعلام مهم جداً بالنسبة لنا، ونرجو من الله أن يوفقنا في الترويج عن فكرة بنك الفقراء وتحصل القيادات على المعلومات الصحيحة.
- فيما يتعلق بالمؤسسات التي سيتم التعاون معها، حتى الأن لا توجد مؤسسات بدأ العمل معها في مصر في هذا الشأن، ولكن القطاع الخاص مهم جداً في تعاوننا معه.
- وبالنسبة للتمويل لن نحتاج إلى الممولين إلا بعد إقامة البنك في مصر، ثم نرى من سوف نتكلم معه، ليساعدنا وعلى كل الأحوال المبالغ ليست ضخمة.