كلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"
ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في الملتقي الإعلامي حول بنوك الفقراء من أجل التنمية
القاهرة: 20 يونيو 2011
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،
يسرني أنْ أرحّب بكم في هذا الملتقى الإعلاميِّ حولِ بنوكِ الفقراءِ في الوطنِ العربي. ونشكُر لكم مشاركَتَكُمْ لتنويرِ المجتمعِ العربيِّ بحقائقِ هذا النوعِ من التمويلِ التنمويِّ الذي باتَ يُشَكِّلُ توجهاً عالمياً.
تعلمون أن الفقرَ عائقٌُُ كبيرٌ أمامَ تقدمِ المجتمعاتِ لأن هذه الظاهرةَ ـ في بلدانِنا بالذاتِ ـ تُعطلُ طاقاتٍ واعدةً، وتُغيَبُ إسهاماتِ شرائحَ لها عطاؤها.
السيداتُ والسادةُ،
طالما تعاملت الدولُ العربيةُ مع ظاهرةِ الفقرِ، سواءً أولئك الذين يعترفون بوجوده بينهم، أو من كانوا يُخْفونَهُ وََيتٍحسسونَ من إعلانِهِ ..ولكنَّ تلك السياساتِ لم تستطع معالجةَ الظاهرةِ بالكيفيةِ التي تَحفظُ كرامةَ الفقراءِ، ولا هي قدمت برامجَ حمائيةً مستدامةً يُعتدُّ بها وتُوقِفُ زيادةَ انتشارٍ الفقرٍ، وهذا القصورُ هو من أهمِّ دوافعِ الثوراتِ والاحتجاجاتِ التي تشهدها المنطقةُ.
إنَ إيمانَنا ببنوكِ الفقراءِ نابعٌ من فعاليةِ الآليةِ التي تعتمدُها هذهِ البنوكُ لتمويلِ مشروعاتِ الفقراءِ، وهو الإقراضُ متناهي الصغرِ، الذي أثبتَ جدوى اقتصادية واجتماعية، وأصبحَ قطاعاً معترفاً به في الاقتصادِ العالميِّ. وفي العالم العربيِّ أصبحت بنوكُ الفقراءِ رَقماً لايُستهانُ به، حيثُ استفاد منها 200 ألفِ أسرةٍ، أي مليونُ مواطنِ عربيِّ خلال خمس سنوات.
السيداتُ والسادةُ،
ربما البعضُ منكم يَذكُرُ أننا في العامٍ 1996 أطلقنا دعوتَنا لتأسيسِ بنوكِ الفقراءِ في الوطنِ العربي من هنا ، في مصرَ.. ولم يُراودنا حينها شكٌ في أنَّ مصرَ ستكونُ الرائدة في هذا المجال وستقوم بدعم المشروعِ عربياً. وبالطبع كان ذلك التوقعُ ـ ولا يزال ـ مبنياً على ريادةِ مصرَ.
ولكن للأسف لم يتحقق لأسباب تعلمونها، وما حدث هو أننا عندما لَمَسنا ضعفَ الاستجابةِ في هذا الطلب حيث واجهتنا بعضُ العراقيلِ، انتقلنا بالفكرة إلى بلدانٍ عربية أخرى رحبتْ بالفكرةِ وهيأت نُظُمَهَا التشريعية لتكونَ متسعاً لبنكِ الفقراءِ في اقتصاداتِها. هذه الدولُ هي: الأردنُ، اليمنُ، والبحرينُ، وسوريا التي اُفُتِتحَ فيها البنكُ مؤخراً.
السيداتُ والسادةُ،
قناعتُنا أكيدةٌ بأن مصرَ في حاجةٍ لأكثرَ من بنكٍ يُطبقُ آليةَ الإقراضِ متناهي الصغرِ لخدمةِ الفقراءِ.
كما أن بنوكُ الفقراءِ تحول الشباب من باحثين عن العمل إلى أصحابِ أعمالٍ صغيرةٍ يخلقون فرص عمل للآخرين.
وهذا الملتقى فرصةٌ لنُناشِدَ الأخوة الأعزاء في القيادةِ الجديدة في مصرَ لإعطاءِ فرصةٍ لبنكِ الفقراءِ في هذا البلدِ الكريمِ ، ولا شَكَّ أنَّ القبول بانضمام مصرَ لكوكبة بنوكِ الفقراءِ سيمدُّ هذا المشروعَ الاقتصاديَّ الاجتماعيَّ بروح جديدة وقوةِ دفعٍ جديدةٍ.
نَسْألُ اللهَ أنْ يحفظَ مصرَ وشَعبَها دائماً وأبدا.
وفي الختامِ نشكُرُكُم مجدداً،