من نحن

حفل تسليم جائزة برنامج الخليج العربي العالمية للمشروعات التنموية

يسعدنا أن نلتقي بكم في هذا الجمع الكريم، كما يسعدنا أن نلمس تواصلكم ومشاركتكم لنا الاحتفال بتسليم جائزة برنامج الخليج العربي
11 ديسبمر 2020
كلمة
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية

في
حفل تسليم جائزة برنامج الخليج العربي العالمية
للمشروعات التنموية الرائدة

جنيف / سويسرا
الأربعاء 29 شعبان 1422هـ
الموافق 14 نوفمبر 2001 م

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السعادة الأمين العام لمؤتمر,,

الأمم المتحدة للتجارة والتنمية يونكتاد ( UNCTAD )

السيد روبنز ركوبيرو Rubens Ricupero

السيدات والسادة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

يسعدنا أن نلتقي بكم في هذا الجمع الكريم، كما يسعدنا أن نلمس تواصلكم ومشاركتكم لنا الاحتفال بتسليم جائزة برنامج الخليج العربي العالمية للمشروعات التنموية الرائدة في عامها الثالث. ونعبر عن شكرنا وتقديرنا للسيد فلاديمير بتروفسكي مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف. فاستضافة هذا الحفل التنموي سنوياً هنا في مقر الأمم المتحدة، هو تعبير عن رغبة المنظمة الدولية في تشجيع المبادرات، وترسيخ التوجه الذي تبنته بالدعوة إلى انتهاج مفهوم متكامل وبناء للتنمية، لتجاوز القصور البنيوي للتنمية البشرية، وهو المفهوم الذي وثقه الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره عن أوضاع التنمية البشرية في القرن العشرين ، واستشرافاته للألفية الثالثة.

إن التطلع إلى التنمية الحقيقية، وغرس القيم الجديدة، ونشر المفاهيم الخلاقة لحل المشكلات التي تواجه البشرية، يوجب الاعتقاد الجازم بأن التنمية مسئولية تضامنية، وأن ضخامة تبعات التغيير الإيجابي المطلوب لإحداث التنمية البشرية المأمولة تفرض ألا توكل هذه المهمة إلى الحكومات وحدها. ومما يبعث على التفاؤل أن هذا الفهم الواقعي للتنمية بات توجهاً عالمياً، وأحسنت الأمم المتحدة صنعاً أن شرعت في إيلاء العناية بالتنمية القاعدية بفتح قنوات اتصال وتواصل مع منظمات المجتمع المدني، وبصورة خاصة مع الجمعيات الأهلية، لتصعيد أدوارها التنموية وفق منظور مؤسسي عالمي. وكان منتدى الألفية الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو 2000م، والذي تشرفنا بحضوره وإلقاء كلمة فيه، بداية موفقة لبناء علاقة إيجابية بين الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية، وبين هذه المنظمات بعضها مع بعض .

وجائزة أجفند العالمية للمشروعات التنموية الرائدة، التي أعلناها عام 1999م، هي داعم مادي ومعنوي لآليات الشراكة التي تعمل الأمم المتحدة على ترسيخها وتوسيع آفاقها. و قد ظللنا في برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية منذ تأسيسه في العام 1980م، نعتمد الشراكة. . شراكة مع الجهات التي تساعدنا في الوصول إلى الشرائح والفئات الأكثر حاجة للدعم، وبذلك أقمنا قاعدة من التعاون الناجح مع منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، ومع الحكومات .

- وعندما أنشأنا جائزة ( أجفند) كان الهدف ـ بمنطق الشراكة ـ أكثر وضوحاً، وهو : تلبية الاحتياجات الحقيقية للمجتمعات النامية، متحررين في ذلك من كل ما يقيد الفكر التنموي ، أو يعوق الوصول إلى التطبيقات المبدعة للأفكار التي يصوغها الناس في تلك المجتمعات، ليرتفعوا بها فوق مشكلاتهم الحياتية. فعلى الرغم من أن النظام الأساسي للجائزة يشير إلى كيفية تحديد القضايا التنموية التي تطرح كل عام للتنافس عليها ، إلا أننا لسنا أسرى أطر جامدة. فلجنة الجائزة ـ التي تضم شخصيات عالمية مرموقة ـ تختار موضوعات الجائزة برؤى تستحضر ثلاثة أبعاد مهمة :

  • أولاً : الحاجة الفعلية للمحرومين والمهمشين في المجتمعات النامية.
  • ثانياً : حاجة ميادين التنمية إلى نماذج رائدة يتم تعميم تجاربها.
  • ثالثاً : حاجة العالم إلى تعميق مفهوم عدم التمييز في الدعم التنموي وفي تقدير الإبداع والمبدعين.

ونظرة في المشروعات الفائزة هذا العام تؤكد هذه الرؤى التي تعكس حرص ( أجفند ) على تحقيق الأهداف المركزية للجائزة.

- فقد فاز مشروع (قناة أفريقيا التعليمية ) بجائزة الفرع الأول، المخصصة لمشروعات المنظمات الدولية والإقليمية في مجال " استخدام تقنية المعلومات في التعليم والصحة"، وقد نفذت المشروع مؤسسة الفضاء العالمية للوسائط المتعددة، واستفادت منه (49) دولة أفريقية.

- وفاز مشروع (المنشآت الصغيرة والحرفية ) بجائزة الفرع الثاني، المخصصة للمشروعات التي نفذتها الجمعيات الأهليـة في مجال (تقديم القروض متناهية الصغر من خلال الجمعيات التعاونية )، وقد نفذت المشروع جمعية رجال أعمال الإسكندرية في مصر.

- وفي الفرع الثالث ، الذي يعنى بالمشروعات التي نفذها أفراد في مجال ( تعزيز العمل التطوعي في المجتمع) فاز مشروع (بيرفوت للمتطوعين)،الذي تم تنفيذه في الهند بمبادرة وجهود من السيد سانجيت بنكر روي .

وهذا العام تم إقرار منح جائزة المبادرة في الفرع الثالث لمشروع ( حملة التوعية لمكافحة مرض الصرع ) ، الذي نفذ في المملكة العربية السعودية بمبادرة وجهود من السيدة أسماء أنرايت .

- ومن منطلق الرؤى نفسها تأتي موضوعات الجائزة للعام 2002 م التي أقرتها اللجنة لتلفت الانتباه والاهتمام إلى ثلاث من قضايا الساعة في ميادين التنمية البشرية :

  • جائزة الفرع الأول ، موضوعها ( إدارة مصادر المياه ) ، مخصصة للمشروعات المنفذة عن طريق المنظمات الدولية والإقليمية .
  • جائزة الفرع الثاني، موضوعها ( تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع )، مخصصة للمشروعات المنفذة عن طريق الجمعيات الأهلية.
  • جائزة الفرع الثالث، موضوعها ( المبادرات الرائدة في مجال التأهيل والتدريب للاعتماد على الذات )، مخصصة للمشروعات المنفذة من قبل أفراد.

السيدات والسادة :

إن الآراء تتباين حول ما يشهده عالمنا من إعادة هيكلة في السياسة والاقتصاد والعلاقات الإنسانية ـ في ظل ما يُسمى بـ "العولمة" (Globalization) التي أصبحت مفهوما طاغياً في أذهان الناس دون أن يكون لها كيان مؤسسي بضوابط وأنظمة واضحة. وفي ظل سعي الدول للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وسيادة اقتصاد السوق. ولكن ما يؤكده خبراء التنمية أن انعكاسات ظاهرة العولمة، وتبعات وفاء الدول بمتطلبات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وتحرير الاقتصاد وفتح الأسواق أمام السلع والمنتجات ، تلقي بظلالها على المجتمعات النامية. وإذا لم يتم التعامل مع العولمة بتدابير وقائية ، ومع قواعد منظمة التجارة العالمية بسياسات تستند إلى الحكمة وتتصف بالواقعية وبُعد النظر وصدق العزم ، فإن النتائج ستكون سلبية، وبصفة خاصة على الشرائح الضعيفة والفقيرة .

وللأسف فإن هذا الواقع ازداد قتامة بعد الأحداث الإرهابية التي طالت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر الماضي. لقد أكدت تفجيرات نيويورك وواشنطن الوحدة العضوية للاقتصاد العالمي، ولذلك فإن تأثيراتها السلبية عمَّت المجتمعات من أدناها إلى أقصاها، وما تزال تسفر عن مشكلات عديدة. والقراءة البعيدة لهذه التأثيرات من قبل البنك الدولي وصندوق النقد تعبر عن فاجعة لما سيعكسه التباطؤ الاقتصادي العالمي من نكسات تنموية، وانضمام ملايين من البشر إلى جيوش الفقراء .

ونحن نأمل أن تكون جائزة برنامج الخليج العربي إحدى الدعامات المتواضعة للدفاع الذاتي للمجتمعات النامية في هذه اللحظة التاريخية ضد مضاعفات التغيرات المنبهة والتحولات العالمية .

وأخيراً نُجدد التهنئة لممثلي المشروعات الفائزة، ونشكر للجنة الجائزة جهودها ، كما نشكر لكم مشاركتكم لنا هذه المناسبة . ونأمل أن تكون موضوعات الجائزة في عامها الرابع فاتحة جديدة لإبراز مساهمات تنموية مبدعة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,