من نحن

حفل عشاء مؤسسة مينتور العالمية

ليس الشباب هم الحاضر فحسب بل هم الحاضر والمستقبل، وما المشكلات التي تواجههم إلا وتكمن حلولها في أنفسهم وفي قدراتهم على مواجهتها، فهم أثمن استثمار لأي أمة تريد أن تنهض وتتقدم، وهم حتما زينة الحياة الدنيا
11 ديسبمر 2020
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحبة الجلالة الملكة سيلفيا، ملكة السويد ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة مينتور،
صاحب السمو الأخ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، ولي عهد دبي ، وزير الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة،
أصحاب السمو والمعالي،
الزملاء أعضاء مجلس أمناء مؤسسة مينتور
الأخوات والإخوة الضيوف

يطيب لي في هذه الأمسية المباركة أن أعرب عن بالغ شكري وتقديري لأخي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تفضل مشكوراً بقبول رعاية حفل عشاء مؤسسة مينتور في رحاب المدينة الجميلة دبي، مدينة العطاء الإنساني، مدينة الإنجاز والإبداع التي استطاعت بمهارة فائقة أن تستقطب المنجزات الاقتصادية والتقنيات التكنولوجية العالمية إلى أرضها لفائدة شعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيق، وفائدة شعوب المنطقة العربية من حولها.

كما يسعدني الترحيب بجلالة الملكة سيلفيا ملكة السويد ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة مينتور والتي قادت طيلة العشر سنوات الماضية بكل نشاط وحكمة والتزام مسيرة هذه المؤسسة الوحيدة والفريدة من نوعها على المستوى العالمي والمتخصصة في مجال وقاية الأطفال والشباب من المخدرات، فلكم منا يا جلالة الملكة كل الاحترام والشكر لجهودكم الإنسانية المتعددة ونتمنى لكم ولكافة الزملاء أعضاء وضيوف المؤسسة الذين يشاركوننا هذه الأمسية التوفيق في مسعاكم من أجل خدمة أهداف مؤسستنا العزيزة مينتور.

جلالة الملكة .. أصحاب السمو والمعالي .. الأخوات والإخوة :

ليس الشباب هم الحاضر فحسب بل هم الحاضر والمستقبل، وما المشكلات التي تواجههم إلا وتكمن حلولها في أنفسهم وفي قدراتهم على مواجهتها، فهم أثمن استثمار لأي أمة تريد أن تنهض وتتقدم، وهم حتما زينة الحياة الدنيا.

من أجل ذلك سارعنا بقبول مبادرة جلالة الملكة سيلفيا عام 1994 ومشاركتها في تأسيس مؤسسة مينتور العالمية لوقاية الأطفال والشباب من المخدرات حيث تتكامل هذه المبادرة وتتقاطع مع جهودنا الإنسانية والتنموية التي نقوم بها منذ أكثر من عقدين من الزمن، سواء من خلال برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة (أجفند)، أو المجلس العربي للطفولة والتنمية، أو باقي مؤسساتنا الأخرى التي تعمل في مجال الاستثمار في بناء الإنسان بصفة عامة، والنساء والأطفال والشباب بصفة خاصة، بحكم أنهم يمثلون 75% من سكان وطننا العربي، والذين بدونهم لن نتمكن إطلاقاً من مواجهة اختناقات التخلف وآثاره التي لا تزال تعيق تقدم ونمو مجتمعاتنا العربية.

إن الوقاية من المخدرات تعني الوقاية من الجريمة، ومن الفساد والانحلال، وتعني الوقاية من التفكك العائلي ومن تدمير العقل والجسد والنفس، وحينما نسعى من خلال مؤسسة مينتور للعمل في هذا المجال فإننا نسعى لتوفير البيئة الأسرية والمدرسية والمجتمعية لأطفال وشباب سُعداء، واثقون بأنفسهم، قادرون على التمييز بين الخير والشر، متحررون من الخوف، متمكنون من اتخاذ القرارات السليمة في حياتهم الخاصة والعامة، ولا شك أن كل ذلك هو الطريق الصائب لبناء المواطن المنتج والناضج والسوي، المواطن الذي نراهن عليه في بناء أوطاننا واللحاق بركب التقدم والحضارة.

جلالة الملكة .. أصحاب السمو والمعالي .. الأخوات والإخوة :

أسئلة متعددة تتزاحم في رؤوسنا جميعاً أصبحت تُطرح بكل شفافية في وسائل إعلامنا العربية ، وهذا أمر محمود ، لعل أهمها لماذا هذا الانتشار السريع لظاهرة المخدرات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟ ما هو حجم هذه الظاهرة؟ متى تبدأ؟ وكيف تبدأ؟ من الذي يقف ورائها؟ ما هي أسباب ترويجها؟ من المسؤول عما يؤول إليه أوضاع المتعاطين من شباب وأطفال، رجال ونساء، صغار وكبار، أغنياء وفقراء، متعلمون وأميون؟ ما هو دور ومسؤولية مؤسساتنا التربوية والدينية والثقافية والإعلامية في محاصرة هذه الظاهرة قبل تفاقمها؟ ما هي السياسات والاستراتيجيات العربية التي تم تطبيقها وتنفيذها في هذا المجال؟ ما هي مسؤولية القطاع الحكومي والقطاع الأهلي في التعامل مع هذه الآفة؟ هل لدينا مشاريع ومبادرات ناجحة تم من خلالها قياس آثار انخفاض تعاطي المخدرات؟ هل هناك وعي مجتمعي لدى الأهالي والمسؤولين وباقي قطاعات المجتمع بقيمة وأهمية خطط وبرامج الوقاية أم أن جُل الاهتمام والتركيز موجه فقط إلى مجالات المكافحة؟

لا يكفي أن نتساءل ونظل نبحث عن الأجوبة فقط، وإنما تسعى مؤسسة مينتور من خلال تعاونها مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجامعات ومراكز الدراسات ومنظمات الأمم المتحدة ومع الشباب أنفسهم وأسرهم لكي تجيب عن كل تلك التساؤلات ولكي تضع السياسات والبرامج والمشاريع المطلوبة لحلها.

جلالة الملكة .. أصحاب السمو والمعالي .. الأخوات والإخوة :

وإذ نلتقي في هذه الأمسية المباركة لابد لنا من أن نؤكد لكم أن حضور جلالة الملكة ومجلس أمناء المؤسسة هو نقطة انطلاق العمل الجاد في ترسيخ برامج الوقاية في المنطقة العربية ودمجها مع كل من يتعاطى مع قضايا الشباب والأطفال. إن هذه القضية لا يمكن معالجتها من خلال جهة واحدة، أو وزارة، أو مؤسسة واحدة، إنها تتشابك وتتداخل مع قطاع الصحة، والتعليم، والإعلام، والشباب، والرياضة، والشؤون الاجتماعية، والثقافة، مع الجامعات ومراكز البحوث والتدريب، مع المؤسسات الدينية، ومع الأهالي أنفسهم، وإنه بدون الاقتناع بهذه الرؤية المتكاملة للحد من هذه الظاهرة وحماية مجتمعاتنا العربية منها، فإننا نؤكد لكم أننا لن ننجح في مواجهتها ولن نتمكن من حماية أبنائنا وأحفادنا من الوقوع في براثنها لا سمح الله .

لقد بذلنا ومعنا جهات عديدة أخرى جهوداً مستديمة خلال العقدين الماضيين لكي نضع قضايا النساء والأطفال والشباب في بؤرة الاهتمام الرسمي والشعبي لتكون ضمن أولويات إستراتيجيات خطط التنمية العربية، ولقد تمكنا ولله الحمد من تشكيل تحالفات ناجحة أثمرت العديد من المشاريع العربية التي تمكنت من خدمة ملايين النساء والأطفال والشباب وخاصة الفقراء منهم، كما أننا نعتز بأن أغلبية الدول العربية أصبحت لديها مؤسساتها ومنظماتها ومجالسها العليا المتخصصة في تعزيز أوضاع المرأة والشباب والأطفال، كما نشاهد تزايد الشراكة مع القطاع الخاص العربي والذي أصبح يتحمل دعم وتمويل العديد من المشاريع الاقتصادية والصحية والتعليمية.

وبالطبع هذا لا يعني، أننا قد حققنا أهدافنا و تطلعاتنا للإنسان العربي، فإننا كغيرنا من مناطق دول العالم النامي لا نزل في حاجة ماسة لبذل المزيد من الجهود وخاصة في تغيير السياسات والقوانين التي لا تزال تقيد من حريات المجتمع المدني ليكون أكثر فعالية وتأثيراً، وتقيد جهود النساء ليصبحن شريكات في صناعة القرار على كافة مستوياته، وتقيد جهود الشباب ليعبروا بحرية عن أفكارهم وأن يتمكنوا من المشاركة في حل مشاكلهم.

جلالة الملكة .. أصحاب السمو والمعالي .. الأخوات والإخوة :

ختاماً ، إننا على يقين من أن توقعاتكم يا جلالة الملكة والإخوة الزملاء في مجلس الأمناء سوف تكون في محلها بعون الله فلقد تحملتم مشقة السفر واخترتم المنطقة العربية لتكون الأولى من بين مناطق العالم لتصبح شريكاً رئيسياً لمؤسسة مينتور في مجال عملها الإنساني وإننا نؤكد لكم أن الدعم الذي وجدناه في مدينة دبي من قيادتها الحكيمة ومن سعادة الأخ الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي ومجلس سيدات أعمال دبي وكافة المساهمين لعقد هذه النشاطات لهو خير دليل بأننا سنتمكن من تحقيق توقعاتكم والعمل الجاد مع مؤسسة مينتور آملين أن نواصل معكم بذل كل الجهود ليمتد عمل المؤسسة إلى باقي مناطق العالم الأخرى لوقاية الأطفال والشباب من المخدرات.

وفق الله الجميع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته