كلمة صاحب السمو الملكي
الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي للشبكة العربية للطفولة المبكرة
القاهرة: 8 سبتمبر/ أيلول 2023
معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية
سعادة الدكتور غسان عيسى المنسق العام للشبكة العربية للطفولة المبكرة
سعادة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية
السادة الخبراء والحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تمتاز مرحلة الطفولة المبكرة بأنها سنوات تكوين وترسيخ المفاهيم الاجتماعية، هي حين يتعرف الطفل على نفسه ويبدأ في الاعتماد عليه، وهى المرحلة التي كلما توافرت له فيها حرية اللعب والحركة والتعبير كلما أصبح أكثر ابداعا وابتكارا، لذا فالاستثمار في هذه المرحلة يعد ضرورة، وعاملا أساسيا في صون حقوق الأطفال.
ولقد أدركنا مبكرا عبر مؤسساتنا التنموية أهمية هذه المرحلة، وتأكدنا من أن أي تغيير مستقبلي منشود يجب أن يبدأ من العمل فيها - إعمالا بشعار الراحل سيدي صاحب السمو الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود بأن الطفل هو المدخل الحقيقي لأى تنمية - لذا ركزنا في المجلس العربي للطفولة والتنمية منذ تأسيسه على مرحلة الطفولة المبكرة، التي تعد محورا استراتيجيا من محاور عمل المجلس، وقدمنا في هذا المجال العديد من المصادر المعرفية والمبادرات والمشاريع بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند" والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
الحضور الكريم
رغم أن هناك جهودا كبيرة بذلت في المنطقة العربية لخدمة ورعاية وتنمية الأطفال في هذه المرحلة، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى وجود العديد من التحديات، والتي تزايدت خلال العقد الأخير بسبب ما تمر به المنطقة من حالات لجوء ونزوح، وآثار جائحة كوفيد 19، والتغير المناخي، الذي أدى - وفق ما اعلنته اليونسكو- إلى تعطيل التقدم نحو تحقيق الأهداف المتعلقة بالطفولة المبكرة، وفق ما أقرته اتفاقية حقوق الطفل وأهداف التنمية المستدامة.
لذا فالطريق لا زال طويلا ومتواصلا من أجل العمل على مواجهة تلك التحديات، التي نتطلع أن يتم علاجها من خلال تقديم الدعم للعديد من التدابير من مختلف القطاعات وفق نهج شامل متكامل، يقوم على توفير الخدمات والرعاية والتربية، ويسهم في توفير وتأهيل مقدمي تلك الخدمات، ليحصل كل الأطفال على ما يستحقون من الرعاية والتربية، تحقيقا للهدف 4.2 من أهداف التنمية المستدامة ضمان أن تتاح لجميع الأطفال فرص الحصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم الابتدائي وذلك بحلول 2030.
الحضور الكريم
إن المنتدى الإقليمي الذي نحن بصدده اليوم، ويضم ما يقرب من 60 خبيراً من 12 دولة عربية، والذي تعقده الشبكة العربية للطفولة المبكرة بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، يعد فرصة سانحة من أجل تحديد التوجهات الاستراتيجية لدعم وتعزيز تنمية ورعاية وحماية وتربية الطفولة المبكرة، وفتح قنوات للنقاش حول التحديات التي تواجه مجالات الطفولة المبكرة في العالم العربي مثل حقوق الطفل، والطفولة المبكرة والأزمات، والقوى العاملة في قطاع الطفولة المبكرة، والأمان الرقمي، وأزمة المناخ والتدهور البيئي.
ويعد هذا المنتدى أيضا مناسبة طيبة لنشيد بمسيرة الشراكة بين المجلس العربي للطفولة والتنمية والشبكة العربية للطفولة المبكرة، والتي ترجمت مؤخرا من خلال مذكرة تفاهم، متطلعين إلى المزيد من المبادرات والفعاليات لتحقيق أهدافنا المشتركة في مجال الطفولة المبكرة.
وختاما نتوجه بالشكر إلى شريكنا الشبكة العربية للطفولة المبكرة، وباقي الشركاء من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وكل الخبراء الحضور الذين نأمل منهم الخروج بخطط عمل فاعلة تساهم في تنمية الطفولة المبكرة، والشكر أيضا لفرق العمل التي قامت بالتحضير والتنفيذ لهذا المنتدى الهام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.