من نحن

كلمة سمو الرئيس في إطلاق دليل تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام

26 يوليو 2022


كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود 

رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"
في إحتفالية إطلاق "دليل تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام"
تحت شعار : إعلام صديق للطفولة

معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية

أصحاب المعالي والسعادة

السادة الاعلاميون والكُتاب

السادة الخبراء

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،

مجدداً نلتقي على أرض الكنانة من أجل الطفل والطفولة العربية.. ولقاؤنا اليوم نوعي، ذلك أنه يستهدف تأسيس قاعدة مهمة في حماية الطفل بإطلاق دليل استرشادي لتصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية، وهذا الإنجاز الذي تم في إطار مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، يأتي ضمن الشراكة الإستراتيجية بين مؤسساتنا التنموية وبين جامعة الدول العربية. ونحن نثمن عالياً هذه الشراكة التي توثقت وأثمرت في مختلف مجالات التنمية، ونعمل على توطيدها عبر برنامج الخليج العربي للتنمية  والمجلس العربي للطفولة والتنمية ، ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، والجامعة العربية المفتوحة، وبنوك أجفند للشمول المالي  والشبكة العربية للمنظمات الأهلية. كما نعمل على توسيع  الإستفادة من  مخرجاتها بالتنسيق مع كافة الشركاء.

الحضور الكريم

لا شك أن للإعلام تأثيراً بالغاً في النهوض بالمجتمعات، لما يملكه من سطوة الانتشار والتكرار الضاغط. وهذا التأثير أصبح معمقا وأكثر شمولا مع التقدم الرقمي والذكاء الاصطناعي ، الذي إنعكس بصورة واضحة على الإعلام الاجتماعي وارتباطه بقضايا الطفولة. فقد أصبح هذا الإعلام أحد أهم وسائل التنشئة الاجتماعية، وطغى على دور الأسرة والمؤسسة التربوية في كثير من الأحيان. وفي هذا المقام تحضرني مقولة لسمو الوالد الأمير طلال بن عبد العزيز، رحمه الله، وهو يتحدث عن تنشئه الطفل العربي " جنبوا أطفالكم متلازمات الخوف. " فكثير مما يبث ويٌنشر للطفل وعن الطفل في الإعلام هو باعث على الخوف ومع التأكيد على الإيجابيات التي تحققت مع التقنيات الحديثة في الإعلام، فإن المخاطر الناشئة والماثلة والمتوقعة جراء الإعلامي لحقوق الطفل العربي، وذلك في متابعة تحليل تقويم ما يصدر عن الإعلام العربي من تجاوزات تتنافي مع مصلحة الطفل الفضلى، وبما يسهم في إغناء المحتوى الإعلامي وتمكينه من ترسيخ حقوق الطفل في المجتمعات العربيةالتغيرات التي أحدثها الإعلام الحديث، جاءت لتؤكد على أهمية فكرة المرصد

الحضور الكريم

ما يجعلنا متفائلين بهذا المشروع هو أن تنفيذه تم من خلال عدة مراحل، منذ الشروع في دراسات واقع الإعلام العربي تجاه قضايا حقوق الطفل، ومراجعة التجارب والخبرات الإقليمية والدولية في هذا المجال، مرورا بموافقة مجلسي وزراء الشئون الاجتماعية والإعلام العربيين، والتوافق على المشروع من قبل عدد من الكتاب والإعلاميين في أكثر من دولة عربية، وصولا إلى المرحلة الحالية والمستمرة بالمرصد، والتي تقوم على عقد سلسلة من ورش العمل لتمكين الممارسين الإعلاميين من التعاطي مع حقوق الطفل.
 
الحضور الكريم

عبر هذه النخبة المهمومة بقضايا الطفل نخاطب الإعلام العربي، كُتابا ومؤسسات وممارسين، وندعوهم لتبني هذا الدليل، وليتخذوه مرجعا لإيجاد البديل اللغوي المتوافق مهنيا مع حقوق الطفل. كما ندعو إعلامنا العربي بأطيافه وأنواعه ومستوياته للإسهام في صون حقوق وكرامة أطفالنا، والحرص على المعايير المهنية الرصينة والمواثيق الإعلامية. والتأكيد على أن السبق الصحفي، والانتشار، والتشويق، واستقطاب الإعلانات التجارية لا يتعارض مع الالتزام بالقيم الإنسانية العليا، أو مبررا لانتهاكات أو خروقات ضد حقوق الأطفال، خاصة الذين يمرون بظروف استثنائية. ونحن بالمقابل نعد بالوفاء بالتزامنا والاستمرار في دعم المرصد، وصولاً إلى محتوى إعلامي وثقافة مجتمعية تسهم في تنشئة سليمة للطفل العربي، فهو رأس المال الحقيقي لاستثمار الأمة في رهانها على المستقبل. ختاما، نجدد الشكر والتقدير للشركاء والخبراء والمهتمين الذين جعلوا هذا المشروع ممكنا بتعاونهم ومؤازرتهم من أجل إعلام صديق للطفولة.

وفق الله الجميع وسدد خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

القاهرة: 26 يوليو 2022 
البوم الصور