من نحن

كلمة سمو الرئيس في الورشة الإقليمية "عمل الأطفال في المنطقة العربية والتغيرات المناخية"

23 اكتوبر 2022


كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود 
رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"
ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في افتتاح الورشة الإقليمية:
عمل الأطفال في المنطقة العربية والتغيرات المناخية
23 أكتوبر/ تشرين الأول 2022

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة  

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،  

يطيب لنا أن نعرب عن خالص الاعتزاز  بتواصل الشراكة الاستراتيجية مع الشركاء: جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية، وكذلك البرلمان العربي للطفل، حول قضية عمل الأطفال، فلقد بدأت مسيرة الشراكة في مجالات عدة منذ عقود، وتمحورت حول قضية عمل الأطفال منذ أطلقنا معا الدراسة العربية حول عمل الأطفال في مارس 2019، حيث تأتي ورشة اليوم تنفيذا وتماشيا  مع ما خلصت له هذه الدراسة الهامة، متطلعين دوما إلى المزيد من أجل دعم هذه القضية حماية لأطفالنا، خاصة الذين يعملون بأسوأ أشكال عمل الأطفال.

الواقع أن قضية عمل الأطفال كانت ولا تزال تمثل أولوية على أجندة أعمالنا، باعتبارها قضية تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الأطفال، وسببا رئيسيا في إعاقة تعليمهم ونموهم نفسيا وجسديا وعقليا. وخاصة مع تزايد أعدادهم بسبب ما تشهده المنطقة العربية من تغييرات اقتصادية واجتماعية وحالات صراع ونزاع، داعين دوما إلى العمل معا من أجل حماية هذه الفئة من أطفالنا، وتوفير كل الفرص الحقيقية لاستعادة طفولتهم، وضمان تنشئتهم في بيئة أكثر استدامة.

تناولنا مع الشركاء بالنقاش والبحث في العام الماضي 2021 تأثير جائحة كورونا على عمل الأطفال، حيث تبين أن جائحة كورونا (كوفيد - 19) وتداعياتها قد أسهمت في زيادة عدد الأطفال الذين يتم استغلالهم في العمل. إلى أن برزت أزمة لا تقل خطورة عن جائحة كورونا، وهى أزمة التغير المناخي وتأثيراتها على كوكبنا، تلك الأزمة التي أصبحت تمثل قضية حياة للجميع، وبشكل خاص على الأطفال، باعتبارهم أولى ضحاياها، مما يستلزم التحرك لانقاذهم بل وانقاذنا جميعا.

الحضور الكريم

لقد تُرجم اهتمامنا  بأزمة التغيرات المناخية - من خلال مؤسساتنا - حيث خُصص موضوع جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية  للعام 2021، لموضوع المناخ، سعيا نحو تحفيز الجهود نحو التطوير  والارتقاء بالعمل المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. كما جاء موضوع الجائزة لهذا العام 2022 حول "العمل اللائق" كهدف من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

ومنذ أسابيع قليلة بالقاهرة، وفي بادرة عربية لنا مع الشركاء: وزارة البيئة المصرية وجامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الخليج العربي للتنمية والمجلس العربي للطفولة والتنمية والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، تم انعقاد المنتدى العربي للمناخ في نسخته الأولى تحت شعار "معا لتعزيز  إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي والاستدامة"، وقد أكدنا خلاله أن العمل المناخي أصبح التزاما أخلاقيا مشتركا بين الجميع، من أجل الإبقاء على كوكبنا صالحا للعيش المستدام لنا وللأجيال القادمة. كما اتفقنا مع الشركاء أن يمثل المنتدى العربي للمناخ آلية دورية لتقييم الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتغيرات المناخية، وحشد جهود المجتمع المدني العربي مع الحكومات والقطاع الخاص، للتحرك بفاعلية في مسار  التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية والإسهام في الحد من التدهور البيئي.

الحضور الكريم

لقد أشارت أحدث التقارير الأممية إلى أن تغير المناخ قد تسبب في ارتفاع نسب الفقر المدقع، فمن المتوقع أن يقع 132 مليون شخص  في جميع أنحاء العالم في دوائر الفقر  بحلول عام 2030 نتيجة لتغير المناخ، وأن الدخول في دائرة الفقر سيزيد من تعرض الأطفال لمزيد من الانتهاك والاستغلال، مثل ترك الدراسة ،والانخراط في سوق العمل، أو تجنيدهم في جماعات مسلحة، مما يشكل خطرا يهدد حياتهم.

وتأتي ورشة اليوم تواصلا لتلك الجهود مع شركائنا الاستراتيجيين، بعد أن تبين تأثير أزمة التغيرات المناخية على الفئات المهمشة والضعيفة بما في ذلك الأطفال، حيث أكدت التقارير الدولية والإقليمية أن نحو مليار طفل (أكثر من نصف أطفال العالم) معرضون بشدة لمستويات مرتفعة للغاية من موجات الحر والجفاف والأعاصير والفيضانات، وإن كانت تلك هى التأثيرات المباشرة، فقد تكون التأثيرات غير المباشرة أكثر  فتكا، حيث اعتبر التغير المناخي أزمة في حقوق الطفل، وعامل مضاعف لخطر تزايد العنف الممارس ضد الأطفال.

نتمنى لهذه الورشة كل النجاح، وأن تخرج مناقشاتها ونتائجها بتوصيات تسهم في رسم وتبني سياسات متكاملة للتصدي لتأثيرات التغير المناخي، استنادا إلى شراكات فاعلة ترمي دوما إلى إعمال مصلحة الطفل الفضلى.

الحضور الكريم

نتطلع إلى أن تمثل الجهود التي قمنا بها وما سنقوم به عبر مؤسساتنا مع الشركاء، مشاركة فاعلة في الحراك الدولي للتصدي للتغير المناخي، والذي سيجسد على أرض جمهورية مصر العربية بعد أيام قليلة، حيث تعقد قمة المناخ (COP 27) بمدينة شرم الشيخ في الشهر  المقبل، والتي ستقام في إطارها احتفالية تكريم الفائزين في جائزة المناخ برعاية مشتركة مع وزارة البيئة المصرية، وهى فرصة لنحيي جهود الدولة المصرية تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، داعين الله أن تكلل تلك الجهود بالنجاح تحت شعار "معا نحو التنفيذ".
 
الشكر للشركاء، وللخبراء والمتحدثين، والحضور الكريم، وكل فرق العمل التي ساهمت في تنفيذ هذه الورشة الإقليمية، متطلعين دوما إلى ما هو خير لأطفالنا .. فهم مستقبلنا الذي نتطلع أن يكون أفضل وأكثر استدامة.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
 
التاريخ:23/10/2022
البوم الصور