كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
السادة أصحاب السعادة: ممثلي المنظمات الأممية والدولية
السادة أصحاب السعادة: المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
في البداية أدعو الله سبحانه وتعالي بالرحمة والمغفرة لسيدي الوالد المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز الذي سيُكرم في فعالية اليوم، لجهود سموه الريادية في مجال الطفولة والتنمية، حيث آمن سموه رحمه الله على مدار مسيرته بأن الاعتناء بالأطفال مدخل أساسي لكل جهد هادف لتنمية حقيقية، ومن أقواله "يجب إعادة النظر في السياسات والنظم المعنية بشئون الطفولة، عن طريق معالجة جذور المشكلات الاجتماعية والثقافية، وتبني أساليب تنشئة وتعليم تعزز قدرات الطفل وثقافته، وتتيح له الفرصة للمشاركة والإبداع".
الحضور الكريم
نتوجه بخالص الشكر والتقدير على هذا التعاون الفاعل برعاية جامعة الدول العربية وبالشراكة بين كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، حيث سعت هذه المنظمات الخمس جميعًا للعمل من أجل صالح الطفل العربي، وقدمت نموذجا رائعا للعمل المشترك .. حيث شهدت المراحل التحضيرية جهدا تنسيقيا ومتابعة بروح من الحماس والصدق رغم ما واجه الدراسة من صعوبات وتحديات من أبرزها نقص وقلة المعلومات والأرقام وعدم حداثتها. ونعتبر هذه الشراكة المميزة خطوة جديدة في مسيرة التعاون الاستراتيجي بين كافة الشركاء.
وعن قضية عمل الأطفال فقد أولى المجلس العربي للطفولة والتنمية اهتماما متعاظما بالقضية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وكان له دوراً في رصد ظاهرة عمل الأطفال والتصدي لها في الدول العربية، وأعد في ذلك الدراسات والأدلة التدريبية إضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية من شأنها إعمال حقوق الطفل العربي وصون كرامته ووقف استغلاله اقتصاديا، ومنها ايضا الشراكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية في إعداد الاستراتيجية العربية للحد من عمل الأطفال في العام 2011. وجاءت شراكة المجلس في إعداد هذه الدراسة التي نحن بصدد عرض نتائجها اليوم استكمالا لهذه المسيرة الممتدة، وتنفيذا لتوصيات لجنة الطفولة العربية للوقوف على واقع الظاهرة، ولتكون نتائجها نبراسا هاديا للعديد من التدخلات العلمية والعملية الفاعلة لمكافحة الظاهرة والحد منها.
الحضور الكريم
لقد أكدت الدراسة أنه وفق التقديرات العالمية بشأن عمل الأطفال أن التقدّم نحو إنهاء عمل الأطفال كان بطيئاً خلال السنوات (2012 -2016)، حيث تبين وجود 152 مليون طفل يعملون في جميع أنحاء العالم، ومنهم ما يقارب النصف يمارسون أعمالاً خطرة. أما في المنطقة العربية فتشير التقديرات إلى ارتفاع عدد الأطفال العاملين لتصل إلى ملايين، بسبب ما شهدته المنطقة من موجات كبيرة من الصراعات والنزاعات المسلحة، التي أدت إلى نزوح وتشريد السكان، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية وسوء التعليم والمعايير والأعراف الإجتماعية غير المواتية.
لقد جاءت الدراسة حول "عمل الأطفال في الدول العربية" في توقيت حاسم وحساس، لتكون بمثابة دعوة صريحة - وبناء على معطيات علمية - لضرورة الاهتمام بهذه القضية على كافة المستويات من أجل حماية أطفالنا ووقف كم الانتهاكات التي يتعرضون لها وهم يعانون اللجوء والنزوح، إضافة إلى التحفيز نحو العمل من أجل تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، فكلنا ملتزمون بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة نحو إنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025.
الحضور الكريم
المجلس العربي للطفولة والتنمية إذ يجدد الشكر للشركاء من المنظمات يتطلع إلى المزيد لخدمة هذه القضية التي يجب أن تتصدر أولويات أجندة الطفولة العربية، والشكر موصول لفريق البحث من مؤسسة البحوث والاستشارات، ومنسقة الدراسة د.حياة عسيران، والشكر الجزيل لسعادة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، ولفرق العمل من المنظمات الشريكة التي تابعت سير العمل بالدراسة وأسهمت بالتحضير والتنفيذ لهذه الفعالية.
وختاما أوجه الشكر للدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية والعاملين بالأمانة العامة بالمجلس، وكل العاملين بالمؤسسات التي أسسها الوالد على ما قاموا به من جهد من أجل استمرار مسيرته رحمه الله.
فلنعمل معا ليعيش أطفالنا طفولتهم ... فأطفالنا مستقبلنا
والله الموفق،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
القاهرة في: 7 مارس/ آذار 2019