كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في احتفالية تسليم الفائزين في الدورة الثانية
لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة، الشركاء في القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية،
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحضور الكرام
اود في بداية حديثي ان اتقدم لجمهورية مصر العربية الشقيقة رئيسا وشعبا بأصدق التعازي في فقيدها الراحل القائد الشجاع احد ابطال حرب اكتوبر المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق . الحضور الكريم
يطيب لنا أن نلتقي بكم اليوم في هذه الاحتفالية بعد ما يقرب من العامين ... بعد أن باعدت بيننا قسرًا جائحة كورونا وما تبعها من تداعيات وتأثيرات على العالم أجمع... لقاء نعرب من خلاله عن ترحيبنا بكم، وعن بالغ سعادتنا بأن نكون معكم وبينكم وعلى أرض مصر الغالية على قلوبنا جميعا.
في هذا اليوم تزدحم المناسبات الجميلة، التي نسأل الله ان تدوم، فبينما نحتفل بتسليم جوائز الدورة الثانية لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية، تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني غدًا بعد أن توحدت على يد هذه الشخصية العظيمة ..فكل عام والمملكة و عموم الوطني العربي العزيز بألف خير. الحضور الكريم
إن هذه الجائزة التي اطلقت فكرتها عام 2017 على يد مؤسس المجلس الراحل صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله.. تحت شعار "إثراء البحث العلمي من أجل حياة أفضل للإنسان في الوطن العربي"، نواصل عبرها نهجه السامي بتشجيع البحث العلمي من خلال هذه الجائزة، التي تتمحور حول قضايا الطفولة والتنمية وتسهم في إنتاج المعرفة لتُشكل تياراً فكرياً تربوياً مستنيراً، يعمل على بناء سياسات داعمة، وبيئات تمكينية حاضنة لتنشئة الطفل العربي. أصحاب المعالي والسعادة ..السيدات والسادة
في الأمس القريب احتفلنا بالدورة الأولى من الجائزة تحت موضوع "التنشئة على المواطنة"، وتناولت مفهوم المواطنة، سعيا من المجلس إلى تبني وتطبيق المواطنة الإيجابية والمستنيرة والتي أصَّل لها علمياً من خلال دراساته وتقاريره العلمية، بل وأضاف لها أبعاداً جديدةً فكراً وممارسةً عبر توجهه الاستراتيجي ومشروعاته الرامية إلى بناء نموذج لتنشئة الطفل العربي... نموذج يسعى إلى تعزيز وعي الطفل وإطلاق طاقاته العقلية والنقدية والإبداعية، وتنمية قدراته في التعلم المستمر، وامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين، والمشاركة في كل جوانب الحياة محلياً وعالمياً، وصيانة حقوقه وحمايتها وكفالة انفاذها. واليوم نختتم أعمال الدورة الثانية من الجائزة التي خصصت لموضوع جاد وهام وهو "تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة"، فرغم حداثة الموضوع الذي أطلقه عام 2016 العالم الألماني كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، إلا إننا مدركون بأن هذه الثورة ستشكل مستقبلا جديداً للعالم بأسره، لذا فنحن مطالبون بالمزيد من البحث عن تأثيرات تلك الثورة ثقافياً، اجتماعيًا، اقتصاديًا وتعليميًا. أصحاب المعالي والسعادة ..السيدات والسادة
إن أبرز ما ندعوا إليه ونشجع الشركاء في القطاعات الثلاثة: العام والخاص والثالث عبر تبني هذا العنوان للدورة الثانية، هو السعي للاستفادة من أدوات هذه الثورة بشكل واعٍ لتحسين حياتنا ومستقبلنا، حيث دعت الاسكوا في أحدث تقاريرها إلى التركيز بشكل أساسي على تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة وليس فقط على العوامل التمكينية الرقمية، مع الدعوة إلى اعتماد نُهج قائمة على حقوق الإنسان توفر إطاراً قوياً لتطوير واستخدام التقنيات الرائدة وأهمها الذكاء الاصطناعي. والواقع أن منطقتنا تحتاج إلى المزيد من البحث والتطبيق في مجالات هذه الثورة، مع السعى نحو دعم رأس المال البشري، وتطوير البنية التكنولوجية، وعقد الشراكات والتحالفات. ومن جانبنا في المجلس العربي للطفولة والتنمية سنعمل على استكمال توجهنا نحو تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة حتى العام 2025، إذ يجري المجلس حاليا بالتعاون مع برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" والمنظمة الكشفية العربية، وبمشاركة نخبة من الخبراء دراسة عالمية . الحضور الكريم
نقدم التحية والتقدير لكل من حرص على المشاركة في هذه الدورة مثمنين جهدهم العلمي، وخالص التهاني للفائزين، كما نوجه الشكر لكل أعضاء اللجان العلمية والفنية والتنظيمية والمحكمين، والشكر موصول لكل من أسهم في تنفيذ أعمال هذه الدورة التي تمت في ظروف غير مسبوقة، داعين الله بأن يوفقنا في الدورات المقبلة. وفي الختام،، نعلن موضوع الدورة القادمة من الجائزة ، وهو "التعليم في عالم ما بعد كورونا" ....ويأتي ذلك ترجمة لتوجهات المجلس العربي للطفولة والتنمية الاستراتيجية، إذ في ظل إغلاق المدارس وعدم إتاحة التعليم عن بعد للجميع ... فإن تعليم ملايين الأطفال يواجه للأسف كارثة ستؤثر على أجيال مقبلة، وهو ما يستلزم من الجميع التحرك من أجل إعادة بناء منظومة التعليم، والتركيز على تعليم الأطفال المهارات الرقمية ليتمكنوا من المشاركة والتفاعل والاندماج في عالم ما بعد كورونا ومجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة....لنعمل معًا لمستقبل أكثر استدامة وتقدم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
التاريخ: 22 سبتمبر 2021