كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في احتفالية تسليم الفائزين بالدورة الأولى
"جائزة الملك عبد العزيز البحثية في مجال الطفولة والتنمية"
"التنشئة على المواطنة"
صاحبات وأصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسعدنا ان نلتقي اليوم على أرض الكنانة ومن قلب بيت الطفل العربي لنحتفل بتسليم الجوائز للفائزين في الدورة الأولى لجائزة الملك عبد العزيز البحثية في مجال الطفولة والتنمية .. هذه الجائزة التي بادر بتأسيسها وتخير اسمها سيدي الوالد مؤسس المجلس العربي للطفولة والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله.
جاء الهدف من هذه الجائزة البحثية من أجل تعميق ثقافة حقوق الطفل عبر إثراء البحث العلمي في مجال تنمية الطفولة لتحقيق المشاركة في التنمية المجتمعية، بما يحقق توفير الحماية الاجتماعية وحماية حقوق الطفل في الوطن العربي بما في ذلك الحق في المشاركة والمواطنة، ويشجع مناخ البحث الرصين وتمكين الباحثين المبدعين ويحفزهم على العطاء في المجال البحثي المرتبط بقضايا الطفولة والتنمية. كما جاءت هذه الجائزة البحثية إدراكا بأهمية البحث العلمي خاصة في مجال الطفولة والتنمية، باعتبار أن المنهج العلمي هو السبيل الحقيقي لاستكشاف الواقع وتحديد الفجوات ووضع السبل نحو العلاج، وصولا إلى تنمية حقيقية ومستدامة والتي هي مبتغانا جميعا.
الحضور الكريم
لعل اختيار موضوع الدورة الأولى للجائزة "التنشئة على المواطنة" لم يأت من فراغ حيث تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن أحد أهم المشكلات التي تواجه مجتماعاتنا العربية تتمثل في بناء المواطنة بمفهومها المعاصر القائم على حقوق الإنسان، مما دعا المجلس العربي للطفولة والتنمية تماشيا مع الخبرة المتراكمة لديه في مساراته العملية والفكرية المتنوعة، وتحقيقا لتوجهه الاستراتيجي إلى دراسة واقع النسق التعليمي والثقافي العربي في مجال إكساب قيم المواطنة، والعمل على تطبيق نموذجه "تربية الأمل" لتنشئة الطفل، بهدف تنمية وعي الطفل وإيقاظ ذاته المبدعة، وإطلاق طاقاته الإنسانية الخلاقة، وإنفاذ حقوقه، وتأكيد حمايته، وتنمية قدراته، للمشاركة في تحقيق مواطنة إيجابية مستنيرة.
الحضور الكريم
تواصلا مع ما أنجز في الدورة الأولى للجائزة، وتأكيدا على دور المجلس العربي للطفولة والتنمية في دعم وتحفيز العمل البحثي في مجال الطفولة والتنمية، وتعظيم الحوار المجتمعي حول القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالطفل وتنشئته، واستكمالا لمسيرة الوالد رحمه الله مؤسس المجلس، فإننا نعلن اليوم عن انطلاق الدورة الثانية من الجائزة ليكون موضوعها "تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة" هذا الموضوع الذي اخترناه ليكون توجه المجلس الاستراتيجي القادم إداراكا بأن هذه الثورة الصناعية قادمة لا محالة وإنه علينا أن نكون مهيئين لها.
الحضور الكريم والسيدات والسادة
في الختام أود أن أوجه تحية إلى ذكر سمو الوالد المؤسس الذي ترك لنا إرثا مستنيرا سنعمل على أن يظل متدفقا ومستمرا ونابضا بكل معاني العطاء والخير، ويسعدني أن أهنأ الفائزين بالجوائز، متمنيا كل التوفيق لكل من شارك بجهد علمي مقدر في هذه الدورة، وكذا للعاملين بالمجلس العربي للطفولة والتنمية وأمينه العام الدكتور حسن البيلاوي، ولكل القائمين على هذه الجائزة من باحثين ومحكمين وخبراء وفرق علمية وتنظيمية، متطلعين إلى الاستفادة من هذ البحوث من أجل تنمية وتنشئة الطفل العربي .. وبناء أجيال جديدة تواجه المستقبل .. بوعى كوني جديد... تحت شعارنا الذي دعونا له: عقل جديد ... لإنسان جديد... في مجتمع عربي ناهض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
القاهرة: 2019/6/20