من نحن

كلمة سمو رئيس المجلس في مؤتمر جائحة كورونا وحقوق الطفل

16 نوفمبر 2020


كلمة
 صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
في افتتاح مؤتمر جائحة كورونا وحقوق الطفل: من أزمة إلى فرصة

يطيب لنا أن نلتقي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل، هذه المناسبة التي وافق عليها العالم أجمع لتكون فرصة للوقوف على التقدم المحرز  في مجالات حقوق الطفل، إلا إنها تأتي هذا العام والعالم يئن من وطأة تداعيات جائحة كورونا التي قوضت العديد من المكتسبات، وخلفت أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة، ستستمر تداعياتها على مدى أجيال وأجيال ما لم نتحرك لمواجهتها على كافة الأصعدة.
 
وحين نتحدث عن تأثيرات جائحة كورونا نشير  إلى تلك الكارثة الانسانية غير المسبوقة، حيث أوضحت جل التقارير الدولية والإقليمية إلى وجود صورة مقلقة وضبابية حول التداعيات الصحية والتعليمية والاجتماعية على الأطفال، فهناك تعطيل في الخدمات الصحية والتطعيمات، مع خطر ارتفاع نسب وفيات الأطفال الرضع، واحتمالية توقف العملية التعليمية مع عودة الموجة الثانية من جائحة كورونا، مما يعني العودة إلى التعليم عن بعد، وهو أمر يلاقي العديد من التحديات في دول عدة لعدم توفر مقومات البنية التكنولوجية لذلك، إضافة إلى تزايد احتمالية حدوث أزمة غذائية واقتصادية ترفع نسب الفقر المدقع، ناهينا عن تفاقم مشكلات اجتماعية منها تزايد نسبة عمل الأطفال خاصة الأشكال الأسوأ منها وكذلك ارتفاع حالات تعرض الفتيات للزواج المبكر ، وتفاقم مستويات العنف والقلق والهلع والخوف، هذه الصورة لا تعني إلا أمرا واحدا هو الحاجة إلى العمل معا حتى بعد التعافي من جائحة كورونا.
 
تأتي الفكرة الأساسية لهذا المؤتمر  إنه بقدر ما قد نستعرض تداعيات وتأثيرات أزمة جائحة كورونا على الأطفال بقدر ما نسعى لفتح الحوار والنقاش كي يكون  المجال متاحا لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة .. فرصة للتغيير  والتطوير ... فرصة للإبداع والابتكار.

فكما أكدت الأمم المتحدة إنه وقت العلم والتضامن ... ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تعزيز  الحقوق وحماية القانون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع توفر الإطار الملائم لتهيئة اقتصادات ومجتمعات أكثر شمولا واستدامة، والتمكن من التطور  التكنولوجي المتسارع.   
 
كما يأتي هذا المؤتمر لنؤكد إننا في المجلس العربي للطفولة والتنمية مستمرين في دورنا وتواصل جهودنا في الاهتمام بتداعيات جائحة كورونا المستجد من خلال الدعم والتعاون والشراكة مع الشركاء، بهدف نشر الوعي والمعرفة في كل مجال من مجالات حقوق الطفل، والسعى نحو  تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحقيقا لتنشئة أفضل للطفل تواكب المستجدات وتمكنه من الدخول لعصر المعرفة والثورة الصناعية الرابعة وعالم ما بعد كورونا.
 
واذا كنا نتحدث عن التحرك الأممي من أجل مواجهة هذه التأثيرات، فنشير إلى أنه بعد أيام قليلة ستعقد قمة العشرين في دورتها الخامسة عشر باستضافة من المملكة العربية السعودية، تحت هدف عام هو "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، ويتفرع عن هذا الهدف ثلاثة محاور  رئيسة هى: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.. وسـيكون لاستضافة المملكـة العربيـة السـعودية أعمال هذه القمة لأول مـرة دور  رئيسـي فـي تقديـم منظـور منطقـة الشـرق الأوسط وشـمال إفريقيـا بالإضافة إلـى وجهـات نظـر الـدول الناميـة.... لذا فإننا من هذا المنبر ندعو أعضاء القمة إلى إيلاء الاهتمام بقضية الطفولة وجعلها تتصدر سلم الأولويات في المرحلة القادمة، لما لذلك من تأثير على المستقبل، ليكون بحق فرصة لفتح آفاق جديدة للخـروج بمبـادرات ومخرجـات تحقـق آمـال للجميع. كما نتوجه بالتهنئة للمملكة العربية السعودية، ولخادم الحرمين الشرفين، على التحرك المبكر ونجاح الترتيبات اللازمة  لعقد تلك القمة منذ أن  تولت المملكة  رئاستها  في شهر ديسمبر الماضى.
 
نوجه الشكر  لكل من شاركنا هذا المؤتمر تحدثا أو حضور ا، متطلعين إلى الخروج بتوصيات محددة تسهم في وضع خارطة الطريق نحو  إعمال وصون حقوق أطفالنا اليوم و ما بعد كورونا.
 
أخيرا ... دعوتنا إلى كل المعنيين بقضايا الطفولة والتنمية من قياديين ومخططين ومشتغلين ومهتمين....  بالعمل والتعاون والتكاتف من أجل التعافي من هذه الأزمة، وإنقاذ ما هو قادم في كافة المناحي، لنؤسس عالمنا الذي نحلم به، عالم أكثر  عدالة وشمولا واستدامة ومراعاة للبيئة وقدرة على الإبداع، ليحيا فيه أطفالنا متمتعين بالصحة والحماية والنماء.
 
وفقنا الله جميعا،،

التاريخ:16/11/2020 
البوم الصور