من نحن

كلمة سمو رئيس المجلس في ندوة عمل الأطفال في الدول العربية وجائحة كورونا

04 اغسطس 2021


كلمة
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"
في افتتاح الندوة العربية: عمل الأطفال في الدول العربية وجائحة كورونا

معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية

سعادة الأستاذ فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية

سعادة الدكتورة ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية بمنظمة العمل الدولية

أصحاب السعادة ممثلو الوفود الرسمية

الحضور الكريم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
 
نود بداية أن نرحب بكم ونشكر جهودكم لعقد هذه الندوة الهامةِ بموضوعها وتوقيتها، بل والشراكة المثمرة التي تقف وراء أعمالها من منظمات صديقة. كما نثمن مسيرة العلاقات التاريخية بين هذه المنظمات الشقيقة وهي؛ (جامعة الدول العربية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية) وكلٍ من برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند "والمجلس العربي للطفولة والتنمية.

 إن عَمَلَ الأطفال قضيةٌ تصب في محور اهتماماتنا وجوهر عمل مؤسساتنا منذ انطلاقة تلك المؤسسات، فهذه القضية تمثل انتهاكاً لحقوق الأطفال بما تتسبب به لهم مباشرة وغير مباشرة من أضرار بدنية وذهنية وعاطفية، ناهيكم عن حرمانهم من حقوقهم في الصحة والرعاية والتعليم والخدمات الاجتماعية. فالأرقام والإحصاءات، حسب التقارير الدولية والإقليمية بداية عام 2020، تذكر أن ما نسبته واحد من كل 10 أطفال يعد من الأطفال العاملين.
 
السيدات والسادة

لقد رصد برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" والمجلس العربي للطفولة والتنمية، مع بعض الشراكات الإقليمية والدولية ظاهرة عمل الأطفال والتصدي لها في عدد من الدول العربية، من خلال إعداد الدراسات ووضع الأدلة التدريبية وورش العمل وتنفيذ مشروعات تنموية في مجال الشمول المالي ومكافحة الفقر، ناهيك عن عقد شراكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية لإعداد الاستراتيجية العربية في الحد من عمل الأطفال عام 2011.  
 
كما إننا أجرينا في عام 2019  دراسة (عمل الأطفال في الدول العربية) بالتعاون بين المجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، حيث حظيت بالاعتماد في الدورة الثامنة والثلاثون لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وفي الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة ببيروت في يناير من العام نفسه؛ لتصبح وثيقة استرشادية في دعم جهود الدول الأعضاء في القضاء على ظاهرة عمل الأطفال.
 
من المؤسف، أن جائحة كورونا فاقمت ظاهرة عمل الأطفال بشكل غير مسبوق، حيث دفعت بالكثير من الأطفال لدخول سوق العمل اضطرارا، خاصة بين الأطفال اللاجئين والنازحين، فكلكم يعلم ما يترتب على عمالة الأطفال من استغلالهم جنسياً وبيع أعضائهم والإتجار بهم وتجنيدهم في الحروب كمرتزقة أو من خلال استمالتهم  وتدريبهم لصالح جماعات إرهابية مسلحة، حتى أصبحت منطقتنا بؤرة عالية المخاطر للأطفال، بسبب ما تشهده من اضطرابات وحروب وعدم استقرار، نتج عنه ارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين.
 
السيدات والسادة

إننا نتطلع أن تسهم هذه الندوة في ردم الهوة الواسعة بين الواقع والمأمول في قضية عمل الأطفال  وأن تحقق أهدافها الرامية للحد من الدفع بالمزيد من الأطفال إلى سوق العمل، ووضع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على المكتسبات التي  تحققت على  صعيد التشريعات والاجراءات الحمائية وتطوير منظومة الحماية الاجتماعية لتشمل الفئات الأكثر احتياجا.
 
كما إننا نتطلع لتجديد الالتزام بالمزيد من العمل مع الشركاء من أجل تخفيف الأزمة وكسر حلقة الفقر وعمل الأطفال، والتصدي لتأثيرات جائحة كورونا بتفاقم عمالة الأطفال، والعمل بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة 2030، بالإضافة للمواثيق والاتفاقيات الدولية. وذلك بوضع وتطبيق الأطر القانونية والتشريعية اللازمة وتوفير العمل اللائق للأحداث والاندماج المالي واعتماد سياسات الحماية الاجتماعية والحد من الفقر وبناء قدرات المتخصصين وتعزيز فرص التعليم الجيد للأطفال ورفع الوعي بقضية عمل الأطفال.
 
ختاما،، أتوجه بالشكر لكم جميعا ، مع صادق التقدير للخبراء المتحدثين والحضور الكريم، وكل من أسهم في التحضير  والإعداد والتنفيذ لأعمال هذه الندوة.
 
حفظ الله الجميع وسدد خطاكم
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
 
التاريخ: 4 أغسطس 2021
البوم الصور