من نحن

كلمة سمو رئيس المجلس وأجفند في افتتاح أعمال ورشة عمل "رؤية استراتيجية للطفولة في عالم متغير"

15 ابريل 2025
1_67ff66f25eabc.png

كلمة صاحب السمو الملكي
الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
القاهرة: 15 أبريل 2025

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة الكرام
الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لنا أن نلتقي بكم في ورشة عمل اليوم، والتي تستمد أهميتها من كونها تستهدف دراسة الواقع واستشراف مستقبل عمل المجلس العربي للطفولة والتنمية في سنواته المقبلة، ووضع خطته الاستراتيجية الخامسة (2026-2028) من أجل تنمية وتمكين وحماية الطفل العربي. 

لقد دأب المجلس العربي للطفولة والتنمية - منذ تأسيسه - على إعداد استراتيجيات وبرامج وخطط عمل، استنادا إلى مجموعة من المعطيات والتوجهات، تخدم رؤيته ورسالته وأهدافه نحو تنمية وتمكين وحماية الطفل العربي، حتى أصبح بيت خبرة في مجال تنشئة وحقوق الطفل، ينتج المعرفة ويبني السياسات الداعمة لحقوقه وتمكينه، وينفذ العديد من البرامج والمشروعات الريادية في شتى مجالات الطفولة والتنمية. 

نشير الى أنه خلال الربع الأول من هذا القرن شهد العالم والدول العربية بشكل خاص تغييرات ومستجدات سياسية واقتصادية واجتماعية وحروب ونزاعات، فضلا عن أزمات عالمية واقتصادية ومناخية أثرت بشكل كبير على الطفل باعتباره من الفئات الأكثر تأثرا، وأصبح الطفل في معظم الدول العربية يعاني للحصول على أبسط حقوقه الأساسية في البقاء والسكن، والغذاء، والتعليم، والصحة. 

على جانب آخر شهد العالم تحولاً سريعاً نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والواقع الافتراضي والواقع المعزز، حتى أصبحت تلك الأدوات ركيزة أساسية في ممارساتنا اليومية، الأمر الذي يحتم علينا أن نتهيأ جميعا لها - بما في ذلك الأطفال- لمواكبة التطورات العالمية وتعزيز التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليم، والتعلم.

إننا نحرص كل الحرص في كل مؤسساتنا على العمل وفق نهج استراتيجي يستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة والالتزام بالحقوق والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ولكننا ندرك إننا بحاجة اليوم إلى رؤية جديدة تساير تلك المستجدات والمتغيرات، وتدعم كل ما من شأنه تهيئة أجيالنا الجديدة لمستقبل مستدام.  

الحضور الكريم 
اليوم ونحن بصدد إعداد بنية الخطة الاستراتيجية الخامسة للمجلس العربي للطفولة والتنمية،  نتطلع إلى ورشة عمل موفقة ترسم الرؤى والتوجهات الجديدة، وتضع في الاعتبار بعض القضايا النوعية وفق مقاربات ومعالجات تتسم بالإبداع والابتكار، و تعظم الاستفادة من التكنولوجيا والرقمنة، وتضع رؤى جديدة لنظم تعليم وتربية وتنمية وحماية تتماشي مع هذا التطور الرقمي، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة و لدعم الأطفال الذين يعيشون ظروفا صعبة ، وتستمر في المواجهة والتكيف مع أزمة المناخ، وذلك من خلال مبادرات ومشروعات تسهم في إيجاد أجيال قادرة على استيعاب تلك التطورات المتلاحقة لتسهم في تقدم مجتمعاتها، ويشارك في هذا كله  الأطفال والشباب، إيمانا بأنهم القوى القادرة على إحداث التغيير وبناء المستقبل المستدام.

نتطلع مع هذه الخبرات وتنوعها أن نصل إلى رؤى وأفكار عملية تساعد المجلس العربي للطفولة والتنمية في وضع توجهه الاستراتيجي ، الذي نأمل أن يسهم في رسم مستقبل مزدهر ومستدام ينعم فيه أطفالنا بالأمن والأمان والبيئة الداعمة لنموهم وتنشئتهم.

ختاماً شكراً لمن ساهم بالتحضير والتنفيذ لأعمال هذه الورشة، والشكر لحضوركم وما قمتم به من جهد علمي لتحقق هذه الورشة أهدافها. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.