كلمة صاحب السمو الملكي الأمير
عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية – أجفند
المنتدى العربي للأرض والمناخ - النسخة الثالثة
بالشراكة بين أجفند و الشبكة العربية للمنظمات الأهلية
الرياض: 8-9 أكتوبر 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي و السعادة ....
السيدات و السادة الحضور الكريم ....
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وصباح الخير جميعا
يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم في المملكة العربية السعودية وتحديداً بمدينة الرياض، العاصمة المحورية ذات التأثير الإقليمي والدولي، والتي تجمع بين الأصالة والتحديث، وتُمثل نموذجًا يُحتذى به في التنمية الشاملة والمستدامة. لنمضي قُدمًا نحو مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، عبر إطلاق النسخة الثالثة من المنتدى العربي للأرض والمناخ تحت شعار "الطريق إلى COP16.. نحو تعزيز صمود ومرونة الأراضي العربية".
الحضور الكريم
تشير الإحصاءات إلى أن التصحر يُعتبر من أكبر المخاطر البيئية، حيث يتدهور 12 مليون هكتار من الأراضي سنويًا، مما يؤثر على الأمن الغذائي ويهدد سبل عيش 2 مليار شخص، وهو ما يمثل تحدياً حقيقياً للبشرية.
فوفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يمكن أن تفقد إفريقيا ثلثي أراضيها الصالحة للزراعة بحلول عام 2030. ويقدّر أن التصحر قد يؤدي إلى نزوح 50 مليون شخص عالميًا في نفس الفترة، كما أن أكثر من 75% من مساحة اليابسة على الأرض متدهورة، مع احتمال أن تصل النسبة إلى 90% بحلول عام 2050.
وفي المنطقة العربية، التي تقدر مساحتها الإجمالية بـ 14.2 مليون كيلومتر مربع، حيث تقع 90% منها ضمن المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وتشكل الأراضي الصحراوية حوالي 68.4% من إجمالي هذه المساحة، ما يجعل منطقتنا ضمن الأكثر تأثرًا بالتصحر من بين دول العالم.
وقد أدركت المملكة باكرًا هذا الواقع، وسعت للحد من تداعياته عبر مبادرات محلية وإقليمية ودولية، فأطلقت "مبادرة السعودية الخضراء" عام 2021 لتحويل 30% من أراضيها إلى محميات طبيعية، وزراعة 10 مليارات شجرة، وإصلاح 40 مليون هكتار من الأراضي. وإقليميًا، أطلقت "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في المنطقة، ما يمثل 5% من الهدف العالمي للتشجير، ودوليًا، دخلت المملكة في شراكة مع مجموعة العشرين لإطلاق "المبادرة العالمية لمجموعة العشرين في مجال الأراضي" التي تهدف إلى خفض تدهور الأراضي بنسبة 50% بحلول 2040، إضافة إلى تعزيز التعاون مع 197 دولة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
السيدات والسادة
تأتي النسخة الثالثة من المنتدى العربي للأرض والمناخ بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة مشكورة، بهدف تعزيز إسهام المجتمع المدني العربي في رفع الوعي وحشد المجال العام حول التحديات والمخاطر البيئية والمناخية التي تهدد كوكبنا، مع إدراكنا أن مكافحة التصحر تستلزم العمل على ثلاثة مسارات أساسية هي الإدارة المستدامة، وتخطيط استخدام الأراضي، وإدارة الموارد المائية المحدودة، ونحن في أجفند ومؤسساته التنموية نعمل على توظيف كافة خبراتنا وشراكاتنا وتحالفاتنا التنموية والدولية والإقليمية، للمساهمة في تحقيق تقدمٍ في تلك المسارات.
ونتطلع إلى أن تسهم أعمال النسخة الثالثة من المنتدى العربي للأرض والمناخ في بلورة قرارات وخطوات واضحة لتعزيز دور المؤسسات الأهلية، في إطار بناء صمود ومرونة مجتمعاتنا العربية، لحماية مستقبل أراضينا وتحقيق التنمية المستدامة.
والله ولى التوفيق،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،