من نحن

كلمة سمو رئيس المجلس وأجفند في ورشة إعلام صديق للطفولة في أبوظبي

23 ابريل 2024

كلمة
صاحب السمو الملكي
الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
رئيس برنامج الخليج العربي لتنمية "اجفند"
في افتتاح ورشة العمل الإقليمية "إعلام صديق للطفولة"
أبو ظبي: 23/4/2024
 
معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية
سعادة الأستاذة / الريم الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة
سعادة الدكتور / حسن البيلاوي، الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية
أصحاب السعادة وفود الدول العربية من الإعلاميين
الحضور الكريم
 
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
 
يطيب لنا في البداية أن نعرب عن سعادتنا لإقامة هذه الورشة الإقليمية على أرض إمارات الخير، متطلعين إلى لقاء محقق للأهداف نحو إعمال شعار "إعلام صديق للطفولة". كما نعرب عن تقديرنا للشراكة الممتدة والفاعلة مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في دولة الإمارات  العربية المتحدة ، خاصة في مجال الإعلام وحقوق الطفل حيث تمثل الورشة التي نحن بصددها للعام الثالث مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في مجال إعلام صديق للطفولة، فقد أقيمت الورشة الأولى عام 2015، والثانية عام 2021، إضافة إلى الشراكة في تنظيم حملة انترنت آمن لأطفالنا المقرر إطلاقها في غضون الشهور المقبلة، وكذلك شراكتنا في مجال دعم مشاركة الأطفال ودورهم في مواجهة قضايا التغير المناخي التي نُظمت في إطار قمة المناخ 28، وكل هذه الفعاليات هي خطوات تعزز وتعمق أسس الشراكة، وتؤكد بصورة واضحة ما توليه الإمارات من اهتمام متنام بقضايا حقوق الطفل وتنشئته،  ليس في هذا المجال فحسب، بل في كل المجالات، فاستحقت معه هذه  الدولة المتطلعة  أن تتبوأ مكانة متقدمة في مؤشر الاهتمام بالطفل، وأن تحصل على العديد من الجوائز الإقليمية والدولية ، التي سنرى جانبا منها اليوم.
 
كما نوجه الشكر للشريك الاستراتيجي الراسخ مع المجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، وهي جامعة الدول العربية، حيث تمتد شراكتنا إلى العديد من الملفات المتعلقة بحقوق الطفل، ومن أبرزها مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي الذي بدأ منذ أكثر من عشرة سنوات، وتعقد ورشة اليوم في إطاره.
 
الحضور الكريم
تأتي ورشة اليوم "إعلام صديق للطفولة" في ظل تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام مفهوماً ونمطا ً ومضموناً، ولا نبالغ إذا قلنا أن الإعلام اليوم وما يقوم به من أدوار ووظائف أسهم في تغيير شكل الحياة على وجه الأرض على كافة المستويات الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكان طبيعيا أن يصل تأثيره إلى قضايا حقوق الطفل إيجاباً وسلباً، وعلى الطفل ذاته بعد أن صار الطفل مشاركاً فيما يُقدّم وصانعاً للمحتوى، وليس فقط متلقيا للمضامين الإعلامية.
 
هنا نشير إلى الخبرة العلمية والمنهجية للمجلس العربي للطفولة التنمية بدعم وشراكة مع جامعة الدول العربية و "أجفند"، والتي تمتد إلى أكثر من عشرة أعوام ، وذلك من خلال تبني تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، ليكون آلية للرصد والتحليل والمتابعة والتقويم، من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا تنشئة وحقوق الطفل بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية، وصولاً إلى تنمية مستدامة  تحمي أطفالنا  ونستصحب فيها إعلاماً  يسهم في البناء فيعالج  قضاياهم في إطار القيم  والمبادئ الفاضلة والتنوير المسؤول بجديد العصر،  ولا يقوض ما تنجزه مؤسسات التنشئة والتعليم.
 
وقد تمكن المرصد خلال تلك الفترة أن يسهم في تقديم حزمة من الدراسات والتقارير والأدوات العلمية التي تستهدف بالأساس ترشيد الأداء الإعلامي تجاه قضايا حقوق الطفل، تلك الأدوات التي ركزت على ضرورة الاهتمام بالمعالجة الاعلامية الإيجابية، وتدريب القائمين بالاتصال الذين يتصدون لتلك القضايا، ووجوب تفعيل المبادئ المهنية لضبط الممارسات الاعلامية المختلفة، ليكون إعلاما يعُلي القيم الإنسانية، ويدعو إلى إعمال العقل، ويدعم الإبداع والابتكار، ويحترم حقوق الطفل، ويرتكز على المهنية، تحقيقا لشعار "إعلام صديق للطفولة".
 
الحضور الكريم
يسعدنا خلال هذه الفعالية الهامة أن نعلن أن المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي في ظل  ما تم انجازه ، سيعمل مع الشركاء في  الفترة القادمة على مكون جديد يستهدف تعزيز التعامل الآمن للطفل العربي مع البيئة الرقمية، والاستخدام الرشيد لتطبيقاتها ومنصاتها الرقمية، بما يعظم من تمكين الأطفال للاستفادة من تأثيراتها الإيجابية ويُحد من السلبيات، بعد أن أصبح السلوك الاتصالي للأطفال في البيئة الرقمية محفوفًا بكثير من المخاطر والتحديات، خاصة مع تعرضهم لمضامين سلبية تحرض علي الكراهية والعنف والعنصرية، وتعرضهم لأشكال عديدة من التنمر والعنف، إضافة لتحول الأطفال إلي صناع محتوي دون وعي منهم ، بل وانتهاك لحياتهم الخاصة دون إدراك لمخاطر ذلك.
 
نرجو أن تكون هذه الورشة خطوة فاعلة نحو توطيد عملنا المشترك لبناء ثقافة إعلامية جديدة تدعو إلى إعمال وصون حقوق الطفل، واحترام تنوع الثقافات، وتقبل الاختلافات، ونشر التسامح والحوار والتعاون، بما يضمن بناء أجيال قادرة على التعامل مع المستقبل بوعي  والدخول لمجتمع المعرفة والثورات الصناعية المتلاحقة بتمكن واقتدار.
 
في الختام نشكر الشركاء، المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وأمينها العام سعادة الأستاذة الريم الفلاسي لاستضافة أعمال هذه الورشة، والشكر أيضا لجامعة الدول العربية ومعالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، والحضور من الخبراء والإعلاميين.
 
ونحن ممتنون لكل الإعلاميين الذين دأبوا  على تطبيق شعار  " نحو إعلام صديق للطفولة" في مؤسساتهم  وفي أدائهم،  بالتزام شرف المهنة والبعد الحقوقي التنموي  للمنتج الإعلامي. وشكر خاص جدا لأبنائنا وبناتنا الذين يشاركوننا اليوم بعرض وجهات نظرهم وأحلامهم حيال قضاياهم، وأخيرا الشكر لكل فرق العمل من الجهات المنظمة التي أسهمت في التحضير والتنفيذ لهذه الورشة.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،