كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال
في حفل الذكرى العشرين لتأسيس للجامعة العربية المفتوحة في دولة الكويت
13 نوفمبر / تشرين الثاني 2022
أصحاب السمو
أصحاب المعالي
رؤساء البعثات الديبلوماسية
أسرة الجامعة في الدول العربية
الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية تليق بالكويت، أرضاً نحبها، وقيادةً ونمتن لها، وشعبًا شقيقًا نعزه ونعتز به..
وأهلًا وسهلًا بالجميع في بيتكم الجامعة العربية المفتوحة التي ولدت من البيت العربي لتكون حاضنةً تعليميةً للإنسانية..
علمنا طلال المحبة والتقدير، فباسمه ومن مدرسته أرفع لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت يحفظه الله، صادق الشكر والتقدير لرعايته السامية الكريمة لاحتفالنا في هذا المساء التاريخي بمناسبة مرور عقدين من الزمن على إنشاء الجامعة العربية المفتوحة، والشكر موصول إلى سمو ولي العهد نائب الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على اهتمامه ومتابعته وحرصه على دعم الجامعة يحفظه الله.
والترحيب يمتد لمعالي وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حمد عبد الوهاب العدواني ممثل صاحب السمو أمير الكويت، وللحضور الكرام، الذين شرفونا اليوم بحضورهم ومشاركتهم أسرة الجامعة، الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.
ولا يمكن أن نحتفل دون أن نتذكر بكثير من الاعتزاز والامتنان والتقدير لصاحب السمو الشيخ الأمير الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح (أمير القلوب) الذي فتح لهذه الجامعة كل الأبواب لتنطلق، ثم إلى صاحب السمو الشيخ الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح (أمير الإنسانية)، الذي التقى بقلبه وفكره مع سيدي الأمير الراحل طلال بن عبد العزيز -رحمهم الله- أجمعين في حب العلم والتعليم والتنمية الإنسانية، وسيبقون جمعياً في ذاكرة التاريخ بكل فخر لما قدموه فجزاهم الله عنا كل خير.
حفلنا الكريم
على صفحات التاريخ كتبت الكويت فخرا عربياً لا ينسى، إذ لعبت أدوارًا مؤثرةً في العمل العربي المشترك بثقلها وحكمتها.
وكانت ومازالت واحة العلم والمعرفة. واستضافت المقر الرئيس للجامعة العربية المفتوحة مقدمة التسهيلات كافة، منذ أن كانت فكرة وليدة حتى نهضت شامخة. ومن ثم سطعت شمسها في تسع دولٍ عربية واحتضنت في بيئتها أكثر من 260 ألف طامحةٍ وطامح يمثلون مئة وثلاث وأربعين جنسية.
إن هذه الريادة ليست مستغربة، بل امتداد طبيعي للدور الثقافي والتنويري للكويت في العالم العربي.
السيدات والسادة.. حفلنا الكريم
لقد انطلقت الجامعة من خلال رؤية مؤسسها الراحل صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، التي تضع التعليم في المركز المحوري للتنمية الشاملة، وهي الرؤية التي لخصها بقوله: "التعليم رافد التنمية، الذي يشحذ المجتمع بالقوى البشرية المجددة".
وترجمة لهذه الرؤية، نسعى دائماً إلى تأهيل بنات وأبناء الدول العربية ليصبحوا عناصر فاعلة في عملية التنمية الشاملة والمستدامة في مجتمعاتهم.
ونجحنا في الجامعة على تشييد مؤسسات أكاديمية، تقدم التعليم العالي الملتزم بمعايير الجودة الأكاديمية، لنكون إضافة لمجتمعاتنا العربية اكاديميًا ومعرفيًا، وبصمة واضحة في نموذج التعليم.
السيدا ت والسادة.. حفلنا الكريم
انطلقت الجامعة العربية المفتوحة، سابقة لعصرها، بقيادة التعليم المفتوح والمدمج في المنطقة، وهي ريادة سنحافظ عليها، إذ سنكون أول من يبادر للتفاعل إيجابياً مع التغيرات العميقة في بنية سوق العمل والاقتصاد، والاستجابة بشكلٍ فاعل لشروط ومسارات التنمية التي أصبحت مختلفة عن نظيرتها قبل عشرين عاماً.
إن سوق العمل أصبح اليوم يتطلب موظفين بمعايير عالمية تخدم مجتمعاتهم المحلية، قادرين على أداء مهامهم العملية، ويتمتعون بالقدرة على التعلم الذاتي لاكتساب المهارات المتجددة والقدرة على الابتكار.
وهذا التحول يستوجب نقلة في رؤيتنا للعملية التعليمية، نقلة تعزز قدرة متعلمينا على التواصل مع العالم، وأن ندعم مناهجنا بالمزيد من مهارات التفكير العلمي، القائم على مواجهة المشاكل وحلها، بدلا من المحاضرات المعلوماتية المعرفية البحتة.
كما علينا أن نراقب باستمرار سوق العمل الذي ينذر باختفاء عشرات التخصصات خلال الأعوام المقبلة، وأن نوفر البرامج والمناهج وبيئة التعلم التي يكتسب من خلالها المتعلمون المهارات التي تؤهلهم للتخصصات الجديدة التي بدأ الطلب عليها ونرى أنه سيزداد في الأعوام القريبة المقبلة، وهي؛ لا شك اختصاصات ديناميكية متطورة ومتغيرة بسرعة فائقة، لن يكون بمقدور مؤسسات التعليم العالي بأسلوب عملها الحالي أن تلبيها.
هذه هي غايتنا الآن، ونعتزم بإذن الله بذل كل الجهود لتحقيقها في إطار رسالة الجامعة العربية المفتوحة المتمثلة في تأهيل أكبر قدر ممكن من راغبي التعلم ليكونوا عناصر فاعلة في التنمية المستدامة لبلدانهم.
السيدات والسادة.. حفلنا الكريم
إن أهم قناعة ترسخت لدينا منذ أن كانت الجامعة فكرة وحتى بلغت عامها العشرين، أن التعليم ذو الجودة العالية يجب أن يكون للجميع، ومتاحًا للإنسان الطموح مهما كانت ظروفه وأينما كان وفي أي عمر، لأن الثروة الحقيقية للأمم القوية، تكمن في أبنائها وبناتها المكتسبين للمعرفة والمهارة، وكلما زاد الإنسان علمًا، ازدادت أمته قوةً ومكانةً واستقرارًا وتنمية. لذا تتضمن رؤيتنا المستقبلية تركيز جهودنا على توفير المعرفة ومهارات المستقبل، لكل الشغوفين بالارتقاء أياً كانت ظروفهم ومهما ابتعدوا جغرافيا عن مراكز التعلم.
وفي البداية،
بداية الحقبة التالية من عمر الجامعة العربية المفتوحة أتقد م لكم، باسم أسرة الجامعة من طلبة وخريجين وعاملين، بخالص الشكر على حضوركم ومشاركتكم في الاحتفال بمرور عقدين على تأسيسها، ونسأل الله أن تبقى دائماً عند حسن ظنكم ونعدكم أن نعمل لتكون على قدر توقعاتكم..
وأهلاً بكم في المستقبل..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التاريخ:13/11/2022