الأخبار

احتفالية اليوم العربي للمعاق تطالب بمشروع قومي لتنمية الطفولة

  16 ديسبمر 2010
احتفالية المجلس العربي للطفولة والتنمية في اليوم العربي للطفل ذي الإعاقة تطالب
بمشروع قومي للاهتمام بتنمية الطفولة ودمج الطفل ذي الإعاقة
 
1_65f9530bcf244.jpg

نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية– للعام الثاني على التوالي – يوم الأربعاء 15 ديسمبر 2010 بالقاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العربي للطفل ذي الإعاقة، وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، وتحت شعار "ليس هناك مستحيل"، وبحضور عدد من المهتمين والمتخصصين في مجال رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني، والإعلام ، والأطفال.
 
افتتحت الاحتفالية بكلمة من د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أشار فيها إلى أن هذه الاحتفالية تأتي في إطار اليوم الذي أقرته جامعة الدول العربية عام 2007 ليشكل خطوة مهمة في إطار توسيع دائرة الاهتمام بقضايا الإعاقة ورفع الوعي العربي بها. وأضاف بأن عمل المجلس العربي للطفولة والتنمية مع قضية الأطفال من ذوي الإعاقة لا يستند على أبعاد إنسانية فقط، بل أيضا من خلال منظور حقوقي تنموي يتبني منهج حماية ورعاية وتأهيل هؤلاء الأطفال دون تمييز وبما يسهم في مشاركتهم ودمجهم الكامل في المجتمع بإيجابية مع توفير بيئة آمنة لهم.
 
كما تحدثت د.سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية ومقررة الاحتفالية مؤكدة على استمرار العمل من أجل الاهتمام بحقوق الأطفال ذي الإعاقة تحت شعار "ليس هناك مستحيل" لأن قدرات الإنسان لا تنفد ونحن نتغلب على الإعاقة بالعلم والفن، وبالصبر والإرادة، وبالتعاون والتكاتف، وبالمحبة والأمل. وأضافت أن الاحتفالية تأتي كخطوة في إطار الجهود التي تبذل في الوقوف إلى جانب هذا الطفل واحتضانه وإخراجه من عزلته، والتغلب على إعاقته والكشف عن طاقاته ومواهبه.
 
ندوة حول اهمية الاستثمار في الطفولة:
في إطار تلك الاحتفالية عقدت ندوة حول "الاستثمار في الطفولة والاهتمام برعايتها ودمج الأطفال ذي الإعاقة" تحدث فيها د.حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم المصري الأسبق، أشار فيها إلى أن الرعاية والتعليم في الطفولة المبكرة هو المدخل الوحيد لتقدم الأمة العربية فالفجوة بيننا وبين العالم المتقدم فجوة رهيبة ولابد من مواجهتها والبحث عن حلول عاجلة لسدها. فقد فاتتنا الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية ... ولكن ما زال أمامنا طريق وحيد هو ثورة الإنتاج كثيف المعرفة الذي يمكن أن يحقق قيمة مضافة كبيرة. وأضاف د.حسين بأن عائد الدولارات في الصناعات كثيفة المعرفة يزيد بمئات المرات عن عائد الدولارات في الصناعات التقليدية، ففي صناعات الفضاء عائد الدولار الواحد يساوي 20.000 دولار، وفي صناعات الكمبيوتر عائد الدولار الواحد يساوي 1.700 دولار، في حين عائد الدولار الواحد في صناعة السيارات يساوي 10 دولارات فقط. فالدول القائمة على الصناعات التقليدية حتى لو كانت متقدمة سيكون عائدها بالمليارات، أما العائد على الناتج القومي من الإنتاج كثيف المعرفة سيكون بالتريليونات، وهو ما سيوفر موارد للصحة والتعليم والبنية الاساسية والدفاع... فهذا إذا هو الطريق الوحيد للتقدم. وشدد على أن الطريق التقليدي للتقدم سيكون بعد 100 سنة من الازدياد الاقتصادي مع ضبط صارم للزيادة السكانية. ولكن خيار الـ 100 سنة للسباق بركب التقدم يمكن اختصاره إلى 15 سنة فقط وهذا مرهون بالإنتاج كثيف المعرفة... وهو ما يتطلب تحقيق المعادلة التالية: قوة عمل + ذكاء مرتفع جدا + تعليم متميز جدا، والتعليم المميز جدا والذكاء المرتفع جدا لا يتأتي إلا من خلال الرعاية خلال السنوات الست الاولى من عمر الإنسان. كما نوه د.حسين كامل بهاء الدين إلى أن هذه القضية تعد قضية أمن قومي للأمة العربية، وللسير في هذا الاتجاه لابد من الاهتمام بالسنوات الست الاولى لعمر الطفل، هذه السنوات التي تقع خارج المؤسسة التعليمية، فالتعليم المميز يبدأ منذ العام الأول ولا يعتمد على التعليم المنهجي بل هو تعليم ذو مواصفات خاصة يعتمد على أساليب متجددة عبر فريق عمل مدرب من خلال أم واسرة وطبيب ومعلم بل ومجتمع مدرب.. وهذا هو الخيار الوحيد الذي نملكه حتى لا نهمش أو نضيع.. أو نكون أمة قابعة مسلوبة الإرادة.
 
ولقد ركزت المداخلات من جمهور الندوة على التأكيد على أهمية التعليم والتنمية للطفل منذ السن المبكر وبأنها قضية أمن قومي، كما تمت الإشارة إلى ضرورة أن نسعى إلى تبني مشروع قومي للاكتشاف والتدخل المبكر للإعاقة وتشكيل قوة ضغط لتنفيذه، وضرورة الاهتمام "بالتربية الوالدية" من خلال الاهتمام بالأسرة ودورها، ومن أهم المداخلات التي طرحها المشاركون هي الاهتمام بقضية العدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين الأطفال، وأهمية إنشاء حركة مجتمعية لمواجهة تيار إلغاء مجانية التعليم وسياسات التعليم التمييزية في المجتمع العربي.
 
يذكر بأنه قد شارك في أعمال هذه الندوة عدد من كبار الشخصيات والمثقفين والإعلاميين منهم: د.مصطفى الفقي عضو مجلس الشوري المصري، ود.خالد زيادة سفير لبنان بجمهورية مصر العربية، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ود.حامد عمار شيخ التربويين العرب، ود.نبيل صمويل خبير في مجال حوار الحضارات، وكاتب الأطفال يعقوب الشاروني، وعدد من الخبراء والأساتذة في مجالات التربية وعلم النفس والاجتماع.
 
العروض الفنية والثقافية:
على جانب أخر شهدت الاحتفالية عروضا فنية وثقافية منها ورشة مسرحية بعنوان "ليس هناك مستحيل"، والأوركسترا السيموفوني لفتيات جمعية النور والامل للكفيفات، وفيلم وثائقي بعنوان "يد في يد"، ومعرض ضم منتجات جمعيات أهلية متخصصة في مجالات الإعاقة من ست دول عربية (الإمارات – البحرين – السعودية – سلطنة عمان – قطر – مصر).

كما تم في ختام الاحتفالية توزيع مجموعة من شهادات التقدير على عدد من الشخصيات التي ساهمت في إعداد وتنفيذ هذه الاحتفالية.

 القاهرة في: 16/12/2010

البوم الصور