الأخبار

افتتاح منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع في بيروت

  04 يوليو 2012
افتتاح منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع في بيروت

الأمير طلال: بناء التقدم ونهضة أمتنا العربية يتحقق بكفالة حق المشاركة لأطفالنا وتنمية قدراتهم
الوزير أبو فاعور: واقع الطفل العربي مقلق أرقاما وممارسات
أمين عام مجلس الطفولة: الطفل العربي قادر على أن يصنع حياته


1_65edb14d63af2.jpg
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ومعالي السيد وائل أبو فاعور وزير الشئون الاجتماعية اللبناني، بدأت أمس الثلاثاء 3 يوليو/ تموز 2012 فعاليات منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع، والذي يقام تحت شعار "الحق في المشاركة: المشاركة تعني الحماية" بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية ووزارة الشئون الاجتماعية اللبنانية - المجلس الأعلى للطفولة. وحضره عدد من نواب البرلمان الللبناني وممثلي وزارات الإعلام والداخلية، وبعض الشخصيات العامة والفكرية والثقافية اللبنانية وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلى جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة والمجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة والمنظات الدولية والإقليمية ذات الصلة، والخبراء والإعلام والأطفال من مختلف الدول العربية.


افتتحت أعمال المنتدى بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية - القاها سمو الأمير تركي بن طلال - مؤكدا من خلالها على ضرورة ايلاء أهمية لقضايا تنمية الطفولة في الوطن العربي"، خاصة وانها تشكل أكثر من 40% من التركيبة السكانية في بلادنا العربية"، مشددًا على أن "مستقبل أمتنا العربية كامن في مدى رعايتنا ودعمنا لتنمية الطفل العربي". كما أشار سموه إلى أن هذا المنتدى الذي "ينعقد في سياق أحداث ومتغيرات محلية وعالمية متبنياً موضوعاً غايةً في الأهميةِ .. والذي هو موضوع "الحق في المشاركة .. المشاركة تعني الحماية"، يعتبر "تجسيدا للحراك الذي تعيشه المنطقة، واستجابة لإنتفاضة شعوبها الساعية نحو المزيد من الحرية والديمقراطية والمشاركة المجتمعية والتي بها لا شك يتحقق التقدم في أوطاننا الجديرة بأن تتبوأ مكانتها المتقدمة".

كما أوضح الأمير طلال إلى أن "مساحة وفعالية المشاركة التي يسمح بها ، وينبغي أن يسمح بها المجتمع للأطفال، هي دالة لما هو متاح من المشاركة لمجتمع الكبار ومقياس للعمل بمبادئ الديمقراطية والشورى والمواطنة في المجتمع"، مشيرًا إلى أن أطفال اليوم الذين نسلحهم بمهارات المشاركة والمعرفة السليمة بمعنى المواطنة المستنيرة في تلازمها مع المسؤولية هم أنفسهم مواطنو المستقبل، معربا عن أمله "من هذه الكوكبة من المفكرين العرب وممثلي منظمات المجتمع المدني أن يناقشوا مدى نجاح الجهود العربية في إفساح أكبر قدر من فرص مشاركة الطفل في عالمه المحيط به في الأسرة، والمدرسة، والإعلام ، والمجتمع".

وختم الأمير طلال كلمته مؤكدا على أن "بناء ثقافة الحوار والديمقراطية والمواطنة المستنيرة التي تستند على حق كل مواطن بأن ينعم بالمواطنة الكاملة بصرف النظر عن العرق والدين أو الجنس ، وإن بناء التقدم ونهضة أمتنا العربية إنما يتحقق ذلك كله كاملاً حينما ينجح في كفالة حق المشاركة لأطفالنا وتنمية قدراتهم على ممارستها .. وكفالة حقوقهم كاملة".

كما تحدث معالي السيد وائل أبو فاعور وزير الشئون الاجتماعية اللبناني مرحبا بالمشاركين في بيروت ومعبّرا عن سعادته باستضافة هذا المنتدى في بيروت قائلا "بيروت الحريات وحقوق الانسان وحقوق الطفل، بيروت، منارة الحريات لا مغارة المخاوف، بيروت، ولادة المنابر لا المقابر، بيروت، القلوب المفتوحة لا الطرق المقطوعة، بيروت، رائحة الحرية وعبق الوعر والبحر لا رائحة المطاط المحترق، بيروت التي لا يقوى عليها خوف ولا يُطفئ قلبها دخان ولا يقطع شريانها عابث، ولا يعكّر صباحاتها ألف ظالم وظلام".

وابدى الوزير أبو فاعور قلقه على واقع الطفولة العربي ارقاما و ممارسات"، معددا سلسلة معطيات مثيرة للقلق عن واقع الطفل العربي، ومحذرا من أنه "حينما يسود الفقر وعدم المساواة في مجتمع ما تتزايد احتمالات انحراف الأطفال، كما تتزايد مخاطر استغلالهم و يمكن النظر الى مشاكل الأطفال من روئ قانونية بما يعرف بالأحداث المنحرفين والمشردين والمتسولين والذين يقومون بأعمال هامشية يتم الحكم عليها وفق النظرة العامة للمجتمع حيث توجد معايير اجتماعية كالأعراف والعادات والتقاليد". وتطرق أبو فاعور إلى أوضاع الاطفال في الحروب لأنهم "ضحايا مرتين مرة ضحية العنف المسلح وهي القضية الاشد اقلاقا حيث تجري الحروب بوقود من اطفالها عبر استغلالهم و تسليحهم و دفعهم للتعصب والاقتتال و الموت تاليا، او هم ضحايا عنف الكبار و هم من الاقل قدرة على توفير السلامة لانفسهم، منوها عن قلقه عن الطفل الفلسطيني والسوري والعراقي.

1_65edb14a51dc9.jpg

وأكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته على أن منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع الذي نحن بصدده اليوم "يُعد شبكة مؤسسية دائمة مقرها المجلس العربي للطفولة والتنمية، وينعقد دورياً في كل بلد عربي، ونسعد أن ينعقد هذا العام بحضوركم الكريم والمشرف في لبنان... بلد الجمال والحضارة العربية الزاهرة". مضيفا بأن الفكرة المحورية لهذا المنتدى تدور "حول مبدأ حق المشاركة للطفل العربي، ويقوم على عدة فعاليات هامة، أولها: إطلاق دراسة عربية شاملة تم إجراؤها في 9 دول عربية حول ممارسات الطفل العربي لحقه في المشاركة، وثانيها: فيلم تسجيلي لممارسات الأطفال في أربعة دول عربية يهدف إلى إلقاء الضوء على مدى مشاركة الأطفال العرب في إطار الثقافة العربية، أما الفعالية الثالثة والهامة فهي عقد منتدى الطفل العربي للفئة العمرية من 9-14 عام.


وشدد الدكتور حسن البيلاوي على أن "رسالة هذا المنتدى إنما تنشر وتؤازر نموذجاً جديداً في تنشئة الطفل يؤكد على أن الطفل العربي قادر على أن يصنع حياته وأن يعيشها بالكامل بحيث تتحقق له كل صور النمو الجسدي والعقلي والوجداني والنفسي. ويعتمد هذا النموذج للتنشئة على تصورات ومبادئ جديدة، لا تعتمد على الإملاء والشدة، بل تعتمد على التعلم الحر النشط والمشاركة الجادة والفعالة، كما يعتمد هذا النموذج أيضاً على المرونة وتشجيع المبادرات، والتفاعل الطلق، والتعلم عبر المشاركة، وقبول حق الاختلاف، والإقرار بالتعددية والتنوع، وذلك عبر علاقة تقوم على عدم التمييز بين الأطفال، وأن مصلحة الطفل تعلو على جميع المصالح، واحتارم حق التواد بين الآباء والأطفال بحيث يؤدي التأثير الذي يمارسه الآباء دوراً إيجابياً في عملية التنشئة".

تضمنت الجلسة الافتتاحية أيضا كلمات للشركاء وهم: الدكتور حمد الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، والسيدة ألان كابيل خبير بمكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، والسيدة ربا خوري مديرة مكتب هيئة انقاذ الطفولة السويدية بلبنان، والأستاذ فاروق جبر رئيس مؤسسات الرعاية الاجتماعية اللبنانية، إلى جانب كلمة من الأطفال أنفسهم موجهة إلى المنتدى.

وقد شهد المنتدى أمس عدة جلسات وورش عمل في مجالات مشاركة الطفل في الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع، والإشكاليات التي تواجه مشاركة الطفل عربيا ودوليا، وتختتم أعمال المنتدى اليوم 4 يوليو/ تموز 2012 من خلال استعراض بعض التجارب العربية في مجال مشاركة الطفل والتعرف على رؤية الأطفال أنفسهم لمفهوم المشاركة كحق وممارسة.

على جانب آخر تستمر فعاليات منتدى الاطفال العرب الذي يقام بالتوازي مع المنتدى، حيث سيتم إطلاق الشبكة العربية لمشاركة الأطفال، وتدشين الموقع الاليكتروني للمنتدى.
 
البوم الصور