الأخبار

التأثيرات الثقافية في كتاب يصدره المجلس العربي للطفولة والتنمية

  02 نوفمبر 2009
يصدر المجلس العربي للطفولة والتنمية
التأثيرات الثقافية المختلفة على الطفل العربي في كتاب


 
يجمع الكتاب الذي أصدره حديثا المجلس العربي للطفولة والتنمية - برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز - تحت عنوان "الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة" الأبحاث والدراسات التي قدمها ما يقرب من أربعين باحثا من مختلف الدول العربية في المؤتمر الذي عقده المجلس بالعنوان نفسه بمكتبة الأسكندرية عام 2005، بالشراكة مع عدة جهات، هي: هيئة المعونة السويدية، والمكتب الإقليمي لليونيسيف للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجامعة الدول العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، والمعهد السويدي بالإسكندرية، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ومكتب اليونسكو بالقاهرة.

تطرح فيه د. فيحاء عبد الهادي - كاتبة فلسطينية - قضية الهوية الثقافية للطفل الفلسطيني، موضحة علاقة لغة الطفل بالقيمة الثقافية، وانعكاس الوضع الاقتصادي المتردي عليها، كما ترصد أثر الاجتياحات والتنكيل اليومي وخاصة اعتقال الأطفال على القيم الثقافية. وفي الإطار نفسه يتناول عبد الرحمن محمود عبد القادر - باحث صومالي- الطفل الصومالي والثقافة في ظل الحروب الأهلية.

ويوضح د. ثروت إسحاق- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - تحديات الهوية الثقافية للأطفال مركزا على أطفال المهجر، خاصة الجيل الثالث من أبناء المهجر الذي يكون حظه من التحرر من قيود الثقافة العربية أوفر، ويقترب معظم أبنائه من الثقافة العربية فقط من قبيل حب الاستطلاع، ولا تنجح في الالتزام بالهوية الثقافية العربية إلا نسبة قليلة منهم.

وتركز الباحثة د.سهير الدفراوي على الطفل العربي في مهجر الولايات المتحدة الأمريكية موضحة أن المهاجرين العرب يواجهون نوعين من التحديات في تربية الأبناء: نوعًا يواجهه عامة المهاجرين، ونوعًا آخر أكثر صعوبة يواجهه المسلمون خاصة، بما يجعل تربية أبنائهم في هذه الظروف عبئا ثقيلا؛ نظرا لتدخل وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون في حياتهم ولانشغالهم المفرط أيضا في العمل، غير أن الباحثة لا تنكر أن المشاكل نفسها تواجهنا إلى حد ما في العالم العربي.

ويرصد هادي نعمان الهيتي - أستاذ الإعلام بجامعة بغداد- الظواهر التي تبرز في الإعلام الموجه للطفل العربي مؤكدا أن الكثير منه وافد ويحمل في معظمه قيما استهلاكية، كما يميل في مضمونه للتصلب الذي يتردد في كلمات من قبيل "الثبات على المبدأ" و"الصمود" و"الإقدام"، وغيرها من المقولات التي تدفع إلى "التصلب" وتبرره، ويحذر الهيتي من أن بلورة هذه المفاهيم في الطفولة قد تقود في الكبر إلى التطرف.

وتوضح الإعلامية السورية هالة الأتاسي تأثير النماذج الإنسانية في المسلسلات العربية والغربية على الطفل العربي، بينما تقترب المخرجة المصرية زينب زمزم من الكارتون الذي يمثل الجانب الأكبر في جذب المشاهد الصغير موضحة تأثيره على الطفل العربي في ضوء إشكالية الغرس الثقافي، وتوصي بضرورة الاتفاق على ما نريده لأطفالنا؛ وإعداد الكتَّاب السينمائيين المتخصصين في الكتابة للطفل وتوفير الظروف الملائمة لممارستهم عملهم بكفاءة، ومحاولة تطوير شخصيات كارتونية عربية مشتقة من التراث الشعبي، كما توصي بتشجيع الإنتاج العربي المشترك؛ بما يسهم في توفير تقنيات فنية وبشرية هائلة، ويسمح بتبادل الخبرات لإنتاج أعمال عربية متميزة تحترم عقلية الطفل، وتشبع احتياجاته.

وقال د.حسن البيلاوي المشرف العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية أنه من ضمن الموضوعات التي يتطرق لها الباحثون في هذا الكتاب واقع ازدواجية الثقافة والتعليم في المجتمع العربيوانعكاساتها على ثقافة الطفل، والتي تظهر جليا في تعرض الأطفال للمضمون الأجنبي في البرامج التليفزيونية والقيم السياسية والاجتماعية السائدة فيها، ووضع الطفل في منظومة ثقافة الاستهلاك. وكذلك هناك موضوعات أخرى هامة مثل: حقوق الطفل الثقافية في المواثيق الدولية وتفعيلها في الوطن العربي، رؤية مستقبلية؛ وحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ؛ ومشكلات التذوق الثقافي عند الأطفال، صور وآليات، والتربية الجمالية للطفل العربي، وحاجة الطفل العربي إلى المسرح والموسيقى حاجته للهواء، ودور اللعبة الشعبية في الحفاظ على الهوية الذاتية للطفل العربي في ظل إفرازات العولمة، وتشجيع الأطفال على القراءة، والطفل العربي والمنظومة اللغوية في التعليم، ومشكلات الكتابة للطفل العربي، وصحافة الطفل: عالم من الجمال والخيال، والأطفال في ظل خريطة إعلامية متغيرة، ومواد وبرامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية، وتأثير وسائل الإعلام الأجنبي على الطفل العربي في زمن الثورة الرقمية.

وذكرت د. سهير عبد الفتاح الخبيرة بالمجلس، أن المجلس بإصداره لهذا الكتاب - الذي طبع بدار العلوم بالقاهرة - لا يهدف فقط لمخاطبة المهتمين أو المختصين، بل يقصد كذلك دعوة كل أب وكل أم وكل مثقف وكل مسئول، للاهتمام بالطفولة العربية وجعلها محورًا أساسيًا في أي عمل أو مشروع أو خطة أو سياسة، فالطفولة العربية هي المستقبل العربي.

[11/2/2009 ]