المجلس العربي للطفولة والتنمية في ندوته اليوم بالقاهرة
وبحضور أكثر من 50 خبير يطالبون بأن تكون
تنمية الطفولة المبكرة المشروع القومي القادم
انطلقت صباح اليوم الأربعاء 29 يوليو 2015 أعمال ندوة "تنمية الطفولة المبكرة استثمار للمستقبل" والتي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية بمقره بالقاهرة، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس.
افتتح أعمال الندوة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية مشيرا إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار جهود المجلس التي ترتكز على ثلاثة مداخل فكرية واستراتيجية هى المدخل الحقوقي المتكامل، وإعمال سياسات الحماية والمشاركة المجتمعية، إلى جانب العمل على ايقاظ الذات وتربية الأمل. مضيفا بأن تلك الأبعاد مكنت المجلس من بناء نموذج تنشئة جديد للطفل العربي يقوم على تهيئة وتمكين وتعزيز قدرات الطفل حتى يتمكن من إعمال حقوقه وفق آفاق جديدة ترتبط بالتحديات الراهنة في المنطقة العربية، وفي إطارعملية تنمية شاملة مرتكزة على العدل الاجتماعي والمواطنة وبناء رأس المال البشري الفاعل والمستنير منذ سنوات عمره الأولى.
وأضاف الدكتور حسن البيلاوي بأن موضوع تنمية الطفولة المبكرة يعد من أولويات عمل المجلس في خطته الاستراتيجية الراهنة (2014 - 2016)، حيث يسعى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" إلى دعم وبناء القدرات والتأهيل للوصول بمركز تطوير وتنمية رياض الأطفال التابع لوزارة التربية والتعليم إلى مركز متميز إقليمياً وليكون مرجعية متخصصة في رياض الأطفال على مستوى مصر والعالم العربي.
وكان الدكتور حسين كامل بهاء الدين رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال ووزير التربية والتعليم الأسبق والمتحدث الرئيسي في الندوة قد قدم مداخلته مستهلا بتوجيه الشكر لسمو الأمير طلال بن عبد العزيز صاحب الفضل في تقديم الكثير من الدعم لهذه القضية باعتباره يمثل الإنسان العربي المثقف المعني بشئون وهموم أمته، واستطرد موضحا بأن ما يتم الحديث عنه اليوم هو ملخص للاكتشافات العلمية في فترة الـــــــ15 سنة الأخيرة، واستخلاص للدروس المستفادة من التاريخ، مشيرا إلى أن مصر والعالم العربي يعيشان فترة عصيبة في قلب إعصار العولمة الأمر الذي يتطلب إحداث تغيير كأمر حتمي لأن الذين يرفضون التغيير محكوم عليهم بالعزلة، وقدم سيادته أمثلة لدول حققت تقدما من خلال محاربة الفساد والاعتماد على التكنولوجيا والاهتمام بالتعليم مثل سنغافورة والصين وماليزيا.
وأكد د.حسين كامل بهاء الدين بأن الأمل الوحيد الآن هو تدعيم وزيادة قوة المعرفة والاعتماد على الإنتاج كثيف المعرفة، والمدخل الوحيد هو الرعاية المتكاملة والتعليم في الطفولة المبكرة، بعد أن اثبتت الدراسات العلمية الحديثة بأنها السنوات الذهبية في فتح نوافذ المعرفة . واختتم سيادته بأنها إضافة إلى كون الرعاية المتكاملة والتعليم في الطفولة المبكرة حقوق أساسية للطفل وضمانة استراتيجية للمستقبل فهى تمثل أيضا الظهير الأساسي للأمن القومي، داعيا إلى سرعة العمل على مواجهة التحديات الراهنة من خلال محاربة الفساد والإرهاب وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة بناء منظومة القيم الاجتماعية والتعليمية وإعادة إدارة الموارد المتاحة، وتحويل ما كفلته الدساتير والمواثيق والاتفاقيات إلى تشريعات وسياسات وخطط وبرامج من أجل دعم حقوق الأطفال في مصر والعالم العربي.
وكان المشاركون في الندوة قد حددوا مجموعة المشكلات التي تواجه منظومة التعليم، وطالبوا بضرورة أن يكون المشروع القومي القادم هو رعاية وتنمية الطفولة المبكرة وليكون الحلم القومي الذي يجمع المواطنين حوله ويناضلون من أجله، على أن يدعم من القيادات السياسية وتتكاتف فيه جهود كل المؤسسات المعنية حكوميا وأهليا. كما وجهوا الشكر لسمو الأمير طلال بن عبد العزيز على جهوده التنموية وناشدوه برعاية ودعم هذا المشروع القومي الذي يمثل الرهان على المستقبل.
وتوصل المجتمعون إلى تشكيل هيئة تأسيسة يكون الحضور نواة لها للعمل على وضع ملامح هذا المشروع القومي والحشد من أجل خلق تيار شعبي عربي من أجل دعم تنمية الطفولة المبكرة باعتبارها السبيل لبناء مستقبل مصر والعالم العربي، وتشكيل لجنة تنفيذية تضم مجموعة من الخبراء والمثقفين والإعلاميين من أجل إدارة الحوار الفاعل والداعم لهذا المشروع القومي.
حضر الندوة أكثر من 50 مشاركا كان من أبرزهم من الشخصيات العامة (ترتيب أبجدي): د.أحمد البرعي وزير التضامن الأسبق، والدكتور أحمد درة الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع، والمستشار أول إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، والدكتور جيفارا البحيري مؤسس الحركة المصرية للتنوير، والدكتورة رباب الحسيني الاستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، والأستاذ فتحي فرغلي أمين عام الاتحاد العام للكشافة والمرشدات، والدكتور عبد الرحمن العوضي عضو الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، والدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور غيث فريز مدير المكتب الاقليمي لليونسكو، والدكتور عبد اللطيف محمود أستاذ التربية، والدكتورة ملك زعلوك الخبير التربوي، والدكتور نبيل صموئيل الخبير في مجال التنمية الاجتماعية، والدكتورة هيام نظيف عميد معهد الدراسات العليا للطفولة، ومن الكتاب الأساتذة أحمد عبد المعطي حجازي ومجدي الدقاق ويوسف القعيد، إلى جانب عدد من ممثلي وزارات التربية والتعليم والتضامن الاجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة اليونسكو ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة المبكرة والاعلام.
على جانب آخر قام الدكتور حسن البيلاوي بتسليم درع المجلس للدكتور حسين كامل بهاء الدين تكريما لجهوده العلمية والتربوية.