في ندوة "بناء مجتمعات التعلم وتمكين المرأة"
الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية:
نحتاج تنمية متكاملة في سياقات ثقافية مستنيرة لبناء مجتمع المعرفة
أكد الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية بأن التعليم والتعلم ركيزة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسبيل لبناء مجتمع المعرفة القائم على كل إبداعات الإنسان من علوم وتكنولوجيا وآداب وفنون وعلوم اجتماعية. واضاف سيادته بأن التمكين المعرفي للنشء والشباب والمرأة والمهمشين ضرورة لأنه المدخل لبناء مجتمع المعرفة والعدالة الاجتماعية، وهذا لن يتم إلا بوجود إصلاح جوهرى لبنية التعليم يرتكز على تنمية متكاملة تقوم على المعرفة في سياقات ثقافية مستنيرة، وتأسيس إطار للتعبئة الشاملة لكل موارد المجتمع.
وأضاف الدكتور البيلاوي بأن هناك عدة تحديات تمثل عائقا نحو تحقيق التطوير في التعليم وبناء مجتمع المعرفة تتمثل في التفجر السكاني، ووجود فجوة بين الجمهور والنخبة وسيادة إبستمولوجيا التراث الجامد في الحياة الثقافية، وتخلف التنمية الإنتاجية وسيادة نمط التنمية الريعية، وتخلف البنية التنظيمية وسيادة المركزية الصارمة، وفشل استيعاب المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، ويظل التحدي الأكبر وهو الإرهاب.
جاء ذلك خلال العرض الذي قدمه الدكتور حسن البيلاوي في الندوة العلمية "بناء مجتمعات التعلم وتمكين المرأة" التي نظمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتعاون مع جمعية المرأة والمجتمع في الأول من مارس 2017 بمقر مؤسسة الأهرام، تحت عنوان "التمكين المعرفى للنشء والشباب والمرأة: تربية متكاملة لتنمية متكاملة"، واختتم سيادته العرض بطرح رؤية علمية لمواجهة تحديات بناء الإنسان وتحقيق التمكين المعرفي والتنمية المتكاملة في مصر تعتمد على عدة محاور هى نقل وإنتاج المعرفة والتكنولوجيا، وتطوير المؤسسات في مجال الخدمات والإنتاج ونظم الحكم، ونشر الثقافة التنويرية، والانفتاح الثقافي والعلمي والتجاري القائم على الاعتماد المتبادل والسلام، وتحقيق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، والتصنيع والنمو الاقتصادي.
وكانت قد افتتحت أعمال الندوة الدكتورة أماني الطويل خبير دراسات المرأة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بكلمة أكدت فيها أن التعليم هو قاطرة التنمية، وأن المركز سيدعم مبادرة اليونسكو حول مدن التعلم التي تقوم فكرتها على خلق مجتمع تعليمي بكل عناصره، فيصبح كل شخص مصدرًا للتعلم والمعرفة ليتيح الفرصة لاكتساب معارف جديدة في كل لحظة وفي الوقت الذي يكتسب فيه الفرد معرفة ما يكون مصدر تعلم للآخر بما لديه من معارف وخبرات، ويمتد هنا مفهوم التعلم ليكون أعم وأشمل من التعليم، مضيفة بأن إقامة هذه المدن يحتاج إلى تشبيك وآليات واضحة للتنفيذ.
كما تحدثت الأستاذة سهام نجم رئيس مجلس إدارة جمعية المرأة والمجتمع موضحة بأن التعليم والتعلم منظومة متكاملة، وليس قاصرا على التعليم النظامي فهناك تعلم مدى الحياة. وأضافت بأن مجتمعات التعلم تسعى إلى تمكين المرأة على كل المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية وإتاحة مساحة أكبر للفئات الأكثر ضعفا وخاصة اللاتي لم يحصلن على فرصة الالتحاق بالتعليم حيث تمثل الأمية فجوة تنموية هائلة داخل مجتمعاتنا.
في حين قدم الدكتور شاكر محمد فتحي أستاذ التربية بجامعة عين شمس عرضا حول "دور الجامعات في بناء مجتمعات التعلم المهنية: دور القيادة الجامعية نموذجا" مؤكدا بأن التحول إلى عصر التكنولوجيا الفائقة، والتناقض الحاد في زمن تضاعف حجم المعرفة والتغير المتسارع والمنافسة الشديدة يفرض على الجامعات حتمية التميز والتنافسية بأن تتحول إلى مجتمعات تعلم مهنية ،بما يمكنها من تحسين ممارساتها.
وأشار الدكتور سمير جرار مستشار اليونسكو إلى أن منظمة اليونسكو قد اختارت 16 مدينة عربية لتكون مدن للتعلم من بينها محافظة الجيزة في مصر، وتسع مدن في الجزائر، وخمس مدن في تونس، ومدينة في الأردن، بهدف تكوين مجتمع تعليمي متكامل يشارك فيه المجتمع من خلال الاستفادة من كافة الموارد المتاحة.
حضر اللقاء نخبة من الخبراء والمعنيين بقضايا التعليم والتعلم والمرأة من المؤسسات الرسمية والأهلية والإعلام.
وفي نهاية اللقاء قامت الأستاذة سهام نجم رئيس مجلس إدارة جمعية المرأة والمجتمع بتسليم درع الجمعية إلى الدكتور حسن البيلاوي لمشاركته الفاعلة وتقديرا لجهوده في مجال التنمية.
القاهرة في :2/3/2017