خبراء الطفولة المبكرة يدعون في ندوة إعداد الأطفال للمستقبل إلى:
منظومة تنشئة جديدة تعتمد على تعزيز قدرات الطفل وتهئيته للمستقبل ونشر ثقافة التسامح والاهتمام بالاستعداد للمدرسة وتطبيق الدمج وتغذية الطفل
انطلقت صباح اليوم الخميس 24 نوفمبر 2016 بالقاهرة أعمال الندوة العلمية "إعداد الاطفال للمستقبل" والتي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية، وبحضور عدد من الخبراء والباحثين في مجالات الطفولة، والعاملين وموجهى ومعلمي رياض الاطفال بوزارة التربية والتعليم المصرية، إضافة إلى ممثلي المؤسسات المعنية والإعلام.
د.حسن البيلاوي: نموذج تنشئة جديد للطفل العربي يقوم على تهيئة وتمكين وتعزيز قدراته
افتتح أعمال الندوة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بكلمة القتها نيابة عنه الأستاذة إيمان بهى الدين مديرة إدارة إعلام الطفولة بالمجلس اوضح خلالها بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية تاسس عام 1987 بمبادرة وتحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، متطلعا أن يكون منظمة رائدة فى مجال حقوق الطفل فى الوطن العربى، ولاعداد طفل عربى قادر على المشاركة فى تنمية المجتمع، والتعامل مع المتغيرات العالمية المتسارعة، ويسعى إلى إيجاد بيئة عربية داعمة لحقوق الطفل في التنمية والحماية والمشاركة والدمج في إطار الأسرة والمجتمع، مضيفا سيادته بأنه انطلاقا من هذه الرؤية جاء اهتمام المجلس الاستراتيجي حتى العام 2020 ببناء نموذج تنشئة جديد للطفل العربي يقوم على تهيئة وتمكين وتعزيز قدرات الطفل حتى يتمكن من إعمال حقوقه وفق آفاق جديدة ترتبط بالتحديات الراهنة في المنطقة العربية، وفي إطار عملية تنمية شاملة مرتكزة على العدل الاجتماعي والمواطنة وبناء رأس المال البشري الفاعل والمستنير منذ سنوات عمره الأولى.
وأضاف د.حسن في كلمته بأن هذا التوجه الاستراتيجي للمجلس يضع على قائمة أولوياته تنمية الطفولة المبكرة، باعتبار أن لهذه المرحلة أهمية كبرى في تطور الأطفال الشمولي وتطور قدراته، وادراكاً بأن التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذان يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته، وأوضح بأن المجلس حاليا بالشراكة مع كل من وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" واليونيسف والجامعة العربية المفتوحة بتنفيذ مشروع قومي يرتكز على عدة أهداف تقوم على الارتقاء وتطوير وتنمية رياض الأطفال، وتعزيز قدرات المعلمات فى مجالات تحسين الاستعداد المدرسى لدى اطفال الروضة، وتنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال.
د.ليلى كرم الدين: إعداد الطفل ليكون قادر على مواجهة التحديات الحضارية والتعامل مع معطيات العصر
كما تحدثت الدكتورة ليلى كرم الدين رئيس لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الاعلى للجامعات موضحة أهمية إعداد الاطفال للمستقبل على ضوء دخول العالم للألفية الثالثة، وما يميز هذا العصر من تقدم علمي وتكنولوجي سريع ومتلاحق يحتم إعداد الأطفال للتعامل معه والتفوق فيه، وعلى ضوء المنافسة الشديدة التي تميز هذا العصر والحرص الشديد على ألا يتخلف أطفالنا عن اللحاق به، ولتمكينهم من الصمود في مواجهة التحديات العديدة والكبيرة التي يفرضها القرن الحادي والعشرون ودخول العالم إلى الموجة الثالثة للحضارة الإنسانية وهي موجة المعلوماتية، التي تتطلب اتصاف الإنسان لكي يستطيع العيش والتعاون والتنافس فيها بالعديد من السمات والخصائص التي يطلق عليها اليوم "خصائص إنسان القرن الحادي والعشرين". مضيفة بأن الأمر يتطلب كذلك تحديد أهم المواصفات والخصائص والسمات المطلوب توفيرها وتنميتها لدى أطفال الأمة ليكونوا قادرين على مواجهة هذه التحديات الحضارية والتصدي لها.
وكانت الندوة قد شهدت في جلستها الأولى عروض وتجارب المؤسسات ذات العلاقة حيث قدم الدكتور محمود سليمان لمحة عن جهود المجلس القومي للطفولة والأمومة على مستوى الاستراتيجيات والبرامج والمشاريع وخطته المستقبلية من خلال تبني العمل على قضايا تمثل أولوية على أجندة الطفولة المصرية مثل الأطفال في وضعية الشارع، وعمالة الأطفال، والزواج المبكر، وجودة التعليم، والأم المعيلة وتمكين الأسر الفقيرة.
في حين عرض الأستاذ أحمد عبد العليم الباحث بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عرضا عن نموذج التنشئة الجديد الذي يتبناه المجلس ويرتكز على التسليم بأن الأطفال لهم حقوق تكفلها القوانين والمواثيق الدولية والعربية، وأنه من الضروري أن يكون الطفل هو "بؤرة" التركيز في كل مراحل وعمليات التنشئة الاجتماعية والثقافية، وتمكين الأطفال بالمعرفة والقيم والمهارات، والاقرار بالتشارك مع الأطفال لا من اجلهم، وحماية ومساندة الأطفال المعرضون للخطر، وإعداد الكبار وتنمية ثقافتهم التربوية، وصولا إلى تنشئة إنسانية حقوقية من اجل تحقيق التنمية وبناء مستقبل أفضل للأطفال وللمجتمع.
وعن التجربة اليابانية وتطبيقها في المدارس المصرية قدمت د.راندة شاهين وكيل وزارة التربية والتعليم عرضا حول النموذج الياباني (التوكاتسو) الذي يؤدي إلى أن ينظر التلاميذ إلى أنفسهم على أنهم مفكرون، والنظر بصورة موضوعية تجاه تفكيرهم وتفكير الآخرين، وتقدير وإحترام الذات والثقة في القدرة على التفكير، وممارسة أنشطة لا تعتمد على قدرة الطالب في التحصيل العلمي أو الحفظ والتلقين بل على إعمال العقل، وأنشطة تعمق الولاء بالوطن وتنمي القدرة على الإعتماد على الذات والعمل الجماعي والتفاعل الإجتماعي والتواصل مع الآخرين وحل المشكلات وإدارة الوقت والحوار.
اما الجلسة الثانية فقد تضمنت عروضا من الخبراء في مجالات عدة منها: تنشئة الطفل على التسامح للدكتورة أمل حسونة عميدة كلية رياض الاطفال بجامعة بورسعيد، أكدت خلالها على دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في نشر ثقافة السلام والتآخي والتسامح واحترام وحب الآخرين والانفتاح على المجتمعات الأخرى ونبذ التعصب بجميع أشكاله.
كما قدم الدكتور جمال شفيق أستاذ علم النفس الإكلينيكي بالمعهد العالي لدراسات الطفولة ورقة عمل حول سوء تغذية أطفال مرحلة ما قبل المدرسة ومدى تأثيره على نموهم النفسي والعقلي والجسمي، عرض خلالها مفهوم سوء التغذية وأسبابه وأعراضه، وطرق علاجه والوقاية منه منخلال إمداد الجسم بالعناصر الغذائية والمعادن التي تنقصه بصفة خاصة، وعلاج أي اضطرابات صحية آخري تكون قد نتجت عن سوء التغذية.
وعن السمنة بين الاطفال قدمت الدكتورة سوسن عبد الغني استاذ التغذية بجامعة قناة السويس عرضا عرضت فيه السمنة وأسبابها ومخاطرها، وطالبت بضرورة بتوفر ارشادات سلوكية وتغذوية لعلاج السمنة بين الاطفال من أهمها حث الطفل على تناول الغذاء المتوازن، وتشجيعه على حرية الحركة وممارسة النشاط الرياضي المحبب إلى نفسه لإبعاده قدر الإمكان عن الجلوس أمام التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والعاب الفيديو لفترات طويلة.
وقدمت الدكتورة صفاء الأعسر أستاذ علم النفس بكلية البنات بجامعة عين شمس ورقة عمل حول أهمية الاستعداد للمدرسة من منظور العائد والتكلفة، فالاستعداد للمدرسة يجب النظر له ليس فقط من منظور قيمي يتعلق بحقوق الإنسان في أن يحيا حياة كريمة بل وحياة سعيدة، وإنما من منظور نفعي يتعلق بالتكلفة والعائد، في أوجه الأنفاق على الدعم الاجتماعي، ملاحقة الجريمة وغيرها من المشكلات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي تؤدي إلى تآكل رأس المال البشري نتيجة مباشرة تآكل رأس المال التعليمي. فالاستعداد للمدرسة ليس العصا السحرية إنما هو البذرة الصالحة للازدهار.
وقدمت الدكتورة ليلى كرم الدين استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ورئيسة لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية ورقة عمل حول إعداد الأطفال بالمستقبل، عرضت خلالها أهم الخصائص والسمات اللازمة لإنسان القرن الحادي والعشرين، وأهمية وحتمية البدء في كافة الجهود اللازمة لتنمية تفكير الأطفال والإسراع من معدل نموهم العقلي مبكراً ما أمكن في عمر الطفل خلال مرحلة ما قبل المدرسة، وأهم الطرق والأساليب والاستراتيجيات اللازمة لإعداد الأطفال للمستقبل وإكسابهم أهم الخصائص والمواصفات اللازمة لمواجهة ما يفرضه من تحديات، ودور الأسرة والمدرسة ومختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية في إعداد الأطفال للمستقبل وإكسابهم مختلف الخصائص والسمات اللازمة لمواجهة ما يفرضه من تحديات.
وعن المؤشرات الموضوعية لجودة الحياة النفسية لمستقبل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة قدم الدكتور نبيل السيد عميد كلية رياض الاطفال بجامعة المنيا ورقة العمل التي ركزت أهمية وجود بيئة نفسية خاصة لتعليم هؤلاء الأطفال ورعايتهم وتأهيلهم وتدريبهم، وتوفير بيئة أسرية خاصة تساعدهم على مواجهة التحديات الخاصة بالإعاقة لديهم.