انطلاق فعاليات ورشة عمل حول دمج الطفل ذي الإعاقة
الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية: دمج الطفل ذي الإعاقة عملية ثقافية سياسية اجتماعية في مجتمعاتنا العربية ومحاربة للإقصاء والتهميش والعزل
انطلقت صباح اليوم فعاليات ورشة عمل حول دمج الطفل العربي ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع التي يعقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية تحت رعاية سمو الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس المجلس، وتستمر أعمالها يومي 2 و3 نوفمبر 2013 بمقر المنظمة الكشفية العربية بالقاهرة، وبمشاركة 30 خبير في مجالات الدمج من 6 دول عربية هي: الأردن والسعودية والكويت وليبيا ولبنان ومصر.
في كلمته، أشار الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية إلى أن انعقاد هذه الورشة يأتي في إطار التحضير لمشروع دمج الطفل العربي ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع، ويعد تواصلاً لاهتمام المجلس بقضايا الطفل ذي الإعاقة حيث انتهى المجلس مؤخراً من تنفيذ مشروع "نحو بيئة آمنة لحماية الطفل ذي الإعاقة من الإساءة" وكان من أبرز مخرجاته الإطار الفكري لمعني البيئة الآمنة الواجب توافرها للطفل ذي الإعاقة، وحزمة من الأدلة الاسترشادية والتدريبية والأدوات اللازمة لتدريب المدربين في هذا المجال، فضلاً عن عقد ورشة إقليمية لتدريب المدربين بحضور أكثر من 60 متدرب من 14 دولة عربية، داعيا الدول العربية إلى الاستفادة من مخرجات هذا المشروعات وتنظيم دورات تدريبية على المستوى الوطني لاعداد كوادر مدربة على حماية الطفل ذي الإعاقة من الإساءة. وأكد البيلاوي على أهمية قضية دمج الطفل ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع، حيث تعد عملية ثقافية سياسية اجتماعية في مجتمعاتنا العربية وتمثل محاربة للإقصاء والتهميش والعزل، موضحاً أن هناك تجارب وطرق للدمج في عدد من الدول العربية سيتم طرحها في هذه الورشة. وأشار البيلاوي إلى أن هذا المشروع - الذي سيتم تنفيذه على مدار ثلاث سنوات - يأتي في إطار سعى المجلس لتقديم نموذج جديد لتنشئة الطفل العربي من خلال تنفيذ عدد من المشروعات المتكاملة تستهدف تنشئة الطفل العربي في بيئة تمكينية حاضنة لكفالة حقوق الطفل وتنمية مهارات التواصل والاتصال، تدعمها المؤسسات الاجتماعية التي تقوم على الحوكمة الرشيدة ومفهوم المواطنة وقبول الآخر وعدم التمييز وخلق كوادر قادرة على تحقيق ذلك وتحرير إرادة الإنسان وتنشئة الطفل وفقاً لمبادىء النهج الحقوقي وكفالة إنفاذ مضمون الحق وهو ما يتطلب تحقيق التكامل في سياسات الحماية لتحقيق كفالة إنفاذ مضمون الحق ووجود ميزانيات صديقة للأطفال.
وفي مستهل حديثها أوضحت الدكتورة سهير عبد الفتاح الخبيرة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنسقة مشروع الدمج أن الاهتمام بالطفل ذي الإعاقة يعد جزءاً لا يتجزأ من عملية التنشئة لكل طفل سواء كان ذا إعاقة أو طفلاً عادياً، مشيرة إلى أن هذا المشروع يقوم على عدد من المكونات تتضمن إجراء دراسة حول واقع دمج الطفل ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع في الدول العربية ووضع إطار فكري استرشادي ومعايير للدمج في التعليم والمجتمع، إضافة إلى إعداد أدلة تدريبية وبناء كوادر متخصصة وتوعية الأطفال وبناء كوادر إعلامية لنشر ثقافة الدمج.
وفي كلمته أشار الدكتور عاطف عبد المجيد المدير الإقليمي للمنظمة الكشفية العربية إلى التعاون المستمر بين المنظمة والمجلس العربي للطفولة والتنمية في العديد من المجالات، حيث تهتم المنظمة الكشفية بتطبيق المخرجات وإتاحتها لحوالي 5 مليون منتسب في الدول العربية الذين تقدر نسبة ذوي الإعاقة بينهم بحوالي 4.5% إلى 5%، مؤكداً على أهمية الدمج في مفهوم الحركة الكشفية المفتوحة للجميع دون تمييز منذ البداية، وتحرص المنظمة الكشفية في أنشطتها على تلبية احتياجات ذوي الإعاقة، وقد تناول المؤتمر الكشفي العربي السابع والعشرين منذ شهور قليلة وعقد في الجزائر قضية الكشفية والمواطنة الفاعلة كما كان لذوي الإعاقات دور كبير في تفعيل المواطنة الكاملة من خلال دورهم الإيجابي في المجتمع، وقد حققت المنظمة الكشفية شوطاً هائلاً في إعداد الموسوعة الكاملة للغة الإشارات التي تتضمن كل المصطلحات والأنشطة الكشفية لتوحيدها في كل الدول العربية وسهولة استخدامها من قبل ذوي الإعاقة.
وفي كلمته، نقل الدكتور صلاح الدين الجعفراوي الخبير بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو) شكر وتقدير الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة، إلى سمو الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس لعقد هذه الورشة، وأشار الجعفراوي إلى تجربة المنظمة في مجال الدمج حيث قامت بالعديد من البرامج والأنشطة تنوعت بين الدورات وورش العمل وإنتائج الوسائل التعليمية والدراسات الميدانية لتطوير السياسات التربوية للأطفال ذوي الإعاقة، مؤكداً على أهمية الاهتمام بتعليم الأطفال ذوي الإعاقة لضمان فرص متكافئة لتربيتهم وتعليمهم في الصفوف النظامية بالمدارس أو في صفوف خاصة ضمن مؤسسات تعليمية أخرى، إضافة إلى توفير الكوادر التربوية والتعليمية المؤهلة لتربية وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة ضمن برامج الدمج المدرسي لتوظيف ملكاتهم واستثمار طاقاتهم وقدراتهم، وفقا لأحدث النظم التربوية والمناهج الإرشادية والطرق العلمية التي تتغلب على الإعاقة بكل أشكالها وأسبابها.
يذكر بأن هذه الورشة سوف تناقش على مدار اليومين عدداً من القضايا تتضمن الاتجاهات العامة في رعاية ودمج الأطفال ذوي الإعاقة، والتحديات التي تواجه العالم العربي في التحول من أنظمة التعليم العزلية إلى البيئات الإندماجية، ودور المجتمع المدني في عملية دمج ذوي الإعاقة وتقنية المعلومات والحلول التربوية في تعليم ذوي الإعاقات إلى جانب استعراض عدداً من التجارب العالمية والعربية في مجال الدمج وصولاً إلى تقديم نموذج عربي للدمج.
القاهرة في:2/11/2013