بيان صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز
رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية
بمناسبة "اليوم العربي للطفل المعاق"
القاهرة: السبت الموافق 12 ديسمبر 2009 اليوم نحتفل بالنجاح الذي حققته جهودنا المشتركة لإثارة الاهتمام بمشكلة الإعاقة وتوعية المجتمع بواجبه نحو الطفل المعاق.
لقد استطاعت تلك الجهود أن تلفت الأنظار لهذه المشكلة التي تمثل لنا عبئا اجتماعيا وأخلاقيا، وها نحن نحتفل اليوم معا باليوم العربي الطفل المعاق.
إن اهتمامنا بهذه المشكلة نابع من التزامنا بالمواثيق والاتفاقيات الدولية التي أكدت ضرورة احترام حقوق الأطفال جميعا دون أي تمييز بين الأسوياء والمعاقين والمهمشين.
ولقد أولى المجلس العربي للطفولة والتنمية هذه المشكلة حقها منذ بدأ نشاطه فنفذ عددا من المشروعات الخاصة بمشكلة الإعاقة والعمل مع الأطفال المعاقين، وشارك مع غيره من المؤسسات العربية والدولية في مشروعات أخرى. غير أن المشكلة تتفاقم بسبب الفقر وعدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض البلاد العربية، والنتيجة أعداد متزايدة من الأطفال المعاقين في الوقت الذي لم نستطع فيه أن نصل إلى حلول عملية لهذه المشكلة المتفاقمة، ومن هنا كان " واجب المجتمع تجاه الطفل المعاق" ونسعى من خلاله للوصول إلى خطط عملية لدمج الأطفال المعاقين في المجتمع.
هذا الهدف لا يتحقق بمجرد وضع الأطفال المعاقين مع غيرهم من الأطفال الأسوياء في قاعات الدراسة، وإنما يتحقق الدمج بخطة متكاملة نعد فيها الطفل المعاق للاندماج، ونهيئ المجتمع لاستقباله وتشجيعه، فإعداد الطفل المعاق للاندماج يتطلب مساعدته على التعبير عن احتياجاته والكشف عن قدراته ومواهبه. كما أن إعداد المجتمع لاستقبال الأطفال المعاقين يتطلب تزويد المؤسسات التعليمية وغيرها من المؤسسات المختلفة وتزويد العاملين فيها بالثقافة التي تؤهلهم للتعامل مع الأطفال المعاقين بالأسلوب الذي يساعدهم على الاندماج ويكشف عن قدراتهم ومواهبهم.
وها نحن ننتهز فرصة الاحتفال باليوم العربي للطفل المعاق لنقدم نموذجا لما نريد القيام به وسوف تجدون من خلال العروض الفنية التي سيقدمها لكم مجموعة من الأطفال المعاقين أن الطفل المعاق قادر على أن يتغلب على إعاقته وأن الإعاقة لا تمنعه من استخدام قدراته التي يستطيع بها أن يندمج ويعيش حياة طبيعية كغيره من الأطفال.