المجلس القومي للمرأة والمجلس العربي للطفولة والتنمية ينظمان
جلسة حوارية حول البناء المعرفي الداعم لقضايا المرأة والطفل
المطالبة بحركة اجتماعية تنويرية لبناء المنظومة الثقافية والقيمية في المجتمع المصري
انطلقت صباح اليوم الخميس 17 سبتمبر 2020 أعمال الجلسة الحوارية الافتراضية بعنوان "البناء المعرفي الداعم لقضايا المرأة والطفل.. التحديات والإشكاليات"، والتي ينظمها منتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبحضور أعضاء المنتدى من ممثلي المجتمع المدني المصري.
د.مايا مرسي: نشيد بتوجه الرئيس السيسي بمراعاة ظروف الأم العاملة مع وضع الأبناء في الدراسة
افتتحت أعمال الجلسة الحوارية الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة مشيدة بتوجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مراعاة ظروف المرأة العاملة بصفتها أم خلال العام الدراسي الجديد، ووضع خطة سريعة لحل مشكلة الأمهات العاملات بتنظيم ساعات عملهن لتناسب وضع الأبناء خلال الدراسة. وكانت قد أعربت سيادتها عن سعادتها بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية من خلال منتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة الذي اصبح قادرا على افراز أفكار ورؤى تدعم قضايا تمكين المرأة. وأكدت على أهمية استمرار مثل هذه الملتقيات والتوسع في انضمام مؤسسات أخرى لها مثل المجلس القومي للطفولة والأمومة، وذلك من أجل تقديم مجموعة من الرؤي والأفكار في إطار البناء المعرفي الداعم لقضايا المرأة والطفل بل والمجتمع المصري بشكل عام، مشيرة إلى عدد من تلك القضايا الهامة التي تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة للوصول إلى استراتيجيات وآليات لاحداث التغيير المطلوب، ومن بينها إعادة بناء الخريطة الثقافية والقيمية للمجتمع المصري بعد ما حدث به من تغيير، وكيفية تعامل الأطفال مع تكنولوجيا اليوم خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمية تغيير وتنوع لغة الخطاب الاجتماعي بحيث لا تكون لغة موحدة تفهم بطرق مختلفة، إلى جانب قضية بناء الانتماء والولاء لدى الأطفال ما مع نشهده اليوم.
د.حسن البيلاوي: نجاح المرأة يكمن في قدرتها على بناء ثقافة مستنيرة في خضم اندماجها في معارك الوطن
في حين أشاد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته الافتتاحية بهذا التعاون منوها بما يقوم به المجلس القومي للمرأة من انجازات للمرأة المصرية، باعتبارها هى التي تقود الأسرة وتنميتها هو السبيل والمفتاح للتنمية الحقيقية في مصر. ومشيرا إلى أن المجلس العربي للطفولة والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال، يتفق مع المجلس القومي للمرأة في السعى إلى بناء نسق فكري متكامل من الفكر والممارسة لتنمية وبناء بيئة اجتماعية ثقافية للتنشئة تحت شعار "عقل جديد لمجتمع جديد في عالم جديد". كما أضاف الدكتور حسن البيلاوي إلى أن المؤشرات الكمية في مجال قضايا المرأة، مثل معدلات القراءة والكتابة، ومخرجات التعلّم والصحة الإنجابية، هي مؤشرات إيجابية، وقد تشير إلى تقدم، إلا أنها تتضاءل أمام الهجمة الأصولية التي تحاول إحداث تراجع في البنى الفكرية والثقافية التي ترتبط بوضعية المرأة وحقوقها، ومن ثم فإن نجاح المرأة في معركتها الحقيقية إنما يكمن في قدرتها على بناء ثقافة مستنيرة في خضم اندماجها في معارك الوطن، ومن ثم يجب علينا مناصرتها من خلال تعميق مفاهيم ومعاني تحرير المرأة، والنهوض بالمرأة وإلغاء التمييز.. ولن يتم ذلك إلا في إطار نضال نتكاتف فيه جميعاً من أجل نسق ثقافي مغاير.
أوضح الدكتور نبيل صموئيل رئيس ومقرر لجنة ومنتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة بأن هذه الجلسة هى استكمال للندوة التي عقدت بالتعاون بين المجلسين من قبل بعنوان "المجتمع المدني المصري من المعرفة الى السلوك"، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الجلسة - التي ادارتها الدكتورة عزة كامل عضو منتدى المنظمات الأهلية ورئيسة مؤسسة "وسائل الاتصال من أجل التنمية" - هو وضع مجموعة من الآليات نحو دعم دور المرأة والمجتمع المدني في بناء الوعي وتغيير النسق الثقافي، وتعضيد دور المجتمع المدني في تنمية البناء المعرفي لقضايا المرأة والطفل، بما يساعدنا على تجاوز وتغيير البنية الثقافية المنتجة لفكر التمييز، وبناء تيار التنوير الذي يحقق لمصر ثقافة التقدم ويعزز من دور المرأة في معركتي الوجود والتقدم التي تخوضهما مصر.
شارك في أعمال الجلسة الحوارية أكثر من 45 من أعضاء منتدى المنظمات الأهلية، وتحدث خلالها الدكتور علاء صابر رئيس مجلس إدارة مركز خدمات التنمية، والدكتور عصام العدوي مستشار الشراكات بهيئة إنقاذ الطفولة الدولية، والدكتورة اقبال السمالوطي رئيسة جمعية حواء المستقبل، والأستاذ هاني هلال أمين عام ائتلاف حقوق الطفل المصري، وغيرهم من الأعضاء. وطالبوا في ختام الجلسة الحوارية بضرورة تعظيم دور المجتمع المدني من خلال شراكة حقيقية مع المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية، وذلك لبناء تيار أو حركة اجتماعية وثقافية وتنويرية تحظى بدعم سياسي وبيئة مواتية لإحداث التغيير المنشود في البنية العقلية والمعرفية، لتقديم نموذج جديد تساهم فيه مؤسسات التنشئة التعليمية والإعلامية والثقافية مع المؤسسات القاعدية عبر آليات وأساليب، بما يضمن الوصول إلى أكبر قطاع من المجتمعات المحلية وبالتالي تغيير الواقع للأفضل.
القاهرة في: 17/9/2020