حلقة نقاشية حول فلسفة وتحديات تنشئة الطفل العربي في زمن الأصولية
تنشئة الطفل العربي تقوم على الإذعان والطاعة والتمييز
الحاجة إلى حركات تنويرية تواجه الفكر الأصولي وتضع رؤية للمستقبل
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، عقد المجلس اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2015، حلقة نقاشية بعنوان "فلسفة وتحديات تنشئة الطفل العربي في زمن الأصولية"، بمقره بالقاهرة، وبمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والخبراء والأساتذة في مجالات علم الفلسفة والسياسة والتربية والاجتماع والتنمية.
افتتح أعمال الحلقة النقاشية د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية موضحا بأن هذه الحلقة تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للمجلس نحو تبني نموذج جديد لتنشئة الطفل العربي يرتكز على اتفاقية حقوق الطفل ونظريات التنشئة الحديثة، ويهدف إلى تنمية وعي الطفل وإيقاظ ذاته وإطلاق طاقاته وبناء قدراته بما يحقق المواطنة الإيجابية للانطلاق نحو تأسيس مجتمع المعرفة القائم على العقلانية والإبداع والتفكير الناقد ومبادئ العدل الاجتماعي. كما أضاف بأن أهمية هذه الحلقة إنها تأتي أيضا في ظل ما تعيشه المنطقة العربية والعالم من أخطار وإظلام، حيث أن الحراك في المجتمع العربي يعيش أزمة انفصال الثقافة عن الواقع بعد هيمنة الأصولية.
وعلى جانب آخر أكد د.حسن البيلاوي بأن هذه الحلقة النقاشية أيضا ستعرض رؤية الفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبه التي قدمها في كتابه "زمن الأصولية .. رؤية للقرن العشرين" التي يؤكد من خلالها ضرورة إحداث حركة تنويرية في المجتمع لمواجهة الفكر الأصولي المسيطر على كل المؤسسات، ولعلها السبيل نحو إنقاذ أطفالنا من هذه الأزمة، باعتبار أن البنية التعليمية متداخلة مع البنية الاجتماعية المتداخلة مع نسق القيم الممتلئ بالمحرمات الثقافية، وأن التغيير الثقافي لا يتم إلا عبر رؤية مستقبلية واضحة.
ثم تحدث الفيلسوف الدكتور مراد وهبه - الذي يعد وفق موسوعة الشخصيات العالمية من أهم 500 شخصية أحدثوا تغييرا في العالم - موضحا بأن الإنسان يبدأ ولديه حرية الاختيار وينتهي إلى الضرورة التي أصبحت نتاج اختياراته وآرائه، فما يحدث في العالم اليوم هو نتاج اختياراتنا من قبل، وأن القرن العشرين بدأ بالتنوير وانتهى بالأصولية.
وسرد بالتاريخ كيف أسهمت أمريكا في صناعة الجماعات الأصولية الدينية منذ عام 1950 لمواجهة السوفيت آنذاك، تلك الجماعات التي اعتمدت الإرهاب كأحد وسائلها في فرض ما تعتقده باعتباره الحقيقة المطلقة وما عداه كافر، لذا فالفكر الأصولي يقاوم أى فكر جديد حتى لو بالتدمير. كما أكد بأن الفكر الفلسفي فى أصله فكر سياسي مناضل، فإذا كان لدينا هدف أو فكرة دون تجديد او فهم أو تطوير فهو سيدعم الارهاب أيضا.
وأكد الحضور من السادة المفكرين والمثقفين والأساتذة بأن الأصولية تمارس فكرا وعملا متجذرا في المجتمع العربي، وأنها لا تقتصر على الاصولية الدينية فقط، وأن الأمر يحتاج إلى العمل على تغيير الذهنية العربية، ومواجهة صريحة للفكر الأصولي، وتبني حركات وتيارات تنويرية تعتمد على الديموقراطية وإعمال العقل وإطلاق الإبداع وإعادة رسم المنظومة القيمية، والاهتمام بالتعليم والمدرسة كمصدر للمعرفة وليس للعقائد، وإعلاء دور الأسرة، وإطلاق المبادرات الخاصة أو تلك التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني.
جدير بالذكر بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية يجري حاليا دراسة إقليمية في ثمان دول عربية حول واقع التنشئة في الوطن العربي، حيث أثبتت النتائج الأولية بأن ثقافة التنشئة العربية ثقافة إذعان وطاعة، وأن الاتجاه الماضوي المحافظ هو الاتجاه السائد في التنشئة العربية، وأن هناك تأرجح ومفارقة بين الأقوال والممارسات فيما يتعلق بتربية الأطفال، وأن هناك تجذر لثقافة التمييز، وأن العلاقات الأسرية تميل نحو التفكك والصراعية والفردانية.
حضر الورشة أكثر من 20 مفكر وخبير وهم (ترتيب أبجدي): د.أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ود.أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة، والمفكر إميل أمين، ود.جيفارا البحيري مؤسس الحركة المصرية للتنوير، وأ.حسن كمال عضو منتدى ابن رشد، والكاتب رفعت عوض الله، ود.سامي نصار العميد الأسبق لمعهد الدراسات والبحوث التربوية، ود.شبل بدران أستاذ التربية بجامعة الاسكندرية، ود.عبد اللطيف محمود استاذ التربية بجامعة حلوان، وأ.عبد المنعم الاشنيهي المشرف العام على جريدة اضاءة الإليكترونية، وأ.عمران فياض بجامعة الدول العربية، ود.كمال نجيب أستاذ التربية بجامعة الاسكندرية، والفنان محمود حميده، ود.محمود نسيم الاستاذ بأكاديمية الفنون، ود.مسعد عويس أستاذ بجامعة حلوان، ود.منال زكريا مدرس علم النفس بجامعة القاهرة، ود.منى أبو سنة أمين عام منتدى ابن رشد، ود.منى الحديدي مدرس علم الاجتماع بجامعة حلوان، ود.هيام نظيف عميد معهد دراسات الطفولة.