افتتاح أعمال مؤتمر "قضايا الطفولة ومستقبل مصر" المؤتمر يرسم استراتيجية مستقبلية للطفولة
أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية: العدالة الاجتماعية السبيل الحقيقي للتنمية
أكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية على أهمية النهج الحقوقي لتحقيق التنمية السليمة للطفل العربي، وأن إنجازات النمو الاقتصادي تتقوض أمام غياب العدالة الاجتماعية وحق الفرد في حياة كريمة خاصة للطفل والشاب والمرأة. وأضاف سيادته بأن المجتمع المصري مجتمع فتى حيث يبلغ الاطفال أقل من 18 سنة حوالي 40% وأن هذه التركيبة قد تكون نقمة ضاغطة وقد تكون نعمة إلى ما تحولت إلى استثمار ورأس مال بشري، خاصة مع الأطفال لأن ذلك هو الضمان الحقيقي للمستقبل.
كما شدد د.حسن البيلاوي بأن إصلاح الوضع الراهن وتحقيق التنمية في مصر لابد وان يتحقق من خلال توفير العدالة الاجتماعية التي ترتكز على أربعة محاور أساسية هى: الاعتماد على النهج الحقوقي في التنمية، ووضع سياسات حماية اجتماعية فعالة توفر ميزانيات للأطفال وتحترم مشاركتهم، والاخذ بنهج القدرات الذي يمكن الفرد من ممارسة حريته وقدرته على اتخاذ القرارات التي تخصه، وأخيرا نهج المواطنة في تنشئة الأطفال القائم علي سيادة القانون والحرية والمساواة والمشاركة واحترام الآخر والتسامح بصرف النظر عن الدين أو الفكر أو العقيدة أو النوع أو العرق ويعمق من الانتماء، فذلك هو السبيل الوحيد لتنشئة أطفالنا نحو المستقبل ولتجعل لهم موضع قدم في الحضارة العالمية الجديدة التي تبنى من حولنا في تسارع مذهل.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر" قضايا الطفولة ومستقبل مصر" الذي ينظمه المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية خلال الفترة من 13 - 15 مايو الجاري، حيث أعرب د.حسن عن اعتزازه وتقديره عن هذه الشراكة مع المركز مشيدا بدوره كصرح علمي كبير.
وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية: نحتاج إلى إعادة وحدة الصف من أجل مصر الجديدة
وكانت قد افتتحت أعمال هذا المؤتمر الدكتورة نجوى خليل وزير التأمينات والشئون الاجتماعية ورئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - والذي أقيم تحت رعايتها - حيث أكدت بأنه أذا اردنا خيرا لمصر فعلينا أن نعطي الفئات الاجتماعية حقها في المواطنة والعدالة الاجتماعية بما في ذلك الطفل، ومشددة على أهمية عودة وحدة المجتمع المصري تحت يد وفكر واحد من أجل مصر جديدة وقوية حتى نتجنب العديد من المخاطر التي تحيق بنا في الوقت الراهن. كما طالبت وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية على أهمية الأخذ بالنهج العلمي القائم على التخطيط والمتابعة والرقابة ومطالبة المركز باستثمار ما يملكه من رصيد بحثي في إجراء المزيد من الدراسات التتبعية لتلك المشكلات الخاصة بالطفولة التي عاد لها وجود أو زادت نسبتها في الوقت الراهن مثل عمل الأطفال وأطفال الشوارع والاتجار بالبشر.
رئيس هيئة الاستعلامات: ندعو إلى استخدام التفكير العلمي في علاج قضايا الطفولة
كما تحدث السفير محمد بدر الدين رئيس الهيئة العامة للاستعلامات على الدور الذي تقوم به الهيئة حاليا من إعادة صياغة دورها خاصة في مجال التوعية بالتنمية خاصة تنمية الطفولة، وإعادة بناء دور نوادي الطفل التابعة للهيئة وتبلغ 35 نادي على مستوى محافظات مصر، حيث استفاد منها خلال العام الأخير أكثر من 47.000 طفل. مضيفا بأنه جاري حاليا الإعداد لمؤتمر علمي كبير تقيمه الهيئة في شهر يوليو القادم لمناقشة قضايا الطفولة بناء على بعدين الاول هو الإمكانات المتاحة والثاني هو ترسيخ المنهج العلمي في تناول قضايا الطفولة، ومن بين ما سيتم تبينه تخصيص الهيئة لجائزة تفوق سنوية باسم المفكر د.زكي نجيب محمود.
رئيس أكاديمية الشرطة: لابد من تكامل وتنسيق الجهود وفق أسلوب إدارة حديث يتبع التخطيط والمتابعة والرقابة
أما اللواء الدكتور أحمد جاد منصور مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمة الشرطة فقد أكدد في كلمته على أهمية الطفولة باعتبارها مستقبل الوطن، موضحا بأنه رغم أننا نملك القدرة في تحديد المشكلات ورصدها مع وضع الحلول إلا أن المشكلة تكمن في غياب الإدارة الحديثة الأخذة بالأسلوب العلمي، ووفق أسلوب التنسيق والتكامل بين كل الجهود بما في ذلك وزارة الداخلية، ودعى إلى ضرورة الأخذ بهذا الاسلوب الحديث في كل القضايا المرتبطة بالطفولة ومواجهة تلك المشكلات ذات التداعيات الخطيرة مثل أطفال الشوارع. واختتم كلمته بالدعوة إلى استحداث لجنة تنسيقية على مستوى الدولة من الوزارات المعنية لوضع رؤية كاملة تختص بوضع الأدوات التنفيذية وتعرض أعمالها على مجلس الوزراء ومجلس الشعب.
أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة: 29 % نسبة تقزم الأطفال في مصر
كما أشار الدكتور نصر السيد أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة بأن قضايا الطفولة قضايا متفق عليها فهى ليست محل جدل أو خلاف، وبالتركيز على المنظور الصحي للطفل المصري سنجد أن الأطفال أقل من خمس سنوات يعانون بنسبة 29 % من التقزم وفق مسوحات العام 2008، وأن هناك حاجة إلى برامج تدخل للاكتشاف المبكر للأطفال ذوي الإعاقة. كما أضاف إلى دور المجلس القومي للطفولة والأمومة من خلال مشروعات تعليم الإناث - خط النجدة - حماية أطفال الشوارع - توفير الأوراق الثيوتية للأطفال والأمهات - استثمار قدرات الأطفال عبر الفن والموسيقى - زواج القاصرات .. داعيا إلى ضرورة تكاتف الجهود تحت شعار كلنا مسئول.
رئيس الجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة العامة: فقر الطفولة في مصر 26.7 %
وأشارت الأستاذة راوية البطراوي نيابة عن اللواء ابو بكر الجندي رئيس الجهاز المركز للإحصاء والتعبئة العامة إلى أهمية موضوع المؤتمر الذي يجب أن يتصدر أولويات كل من تصدي لمصلحة الوطن، وقدمت لمحة عن واقع الطفل المصري بالأرقام حيث أفادت بأنه وفق احصاءات العام 2012 يبلغ عدد الأطفال أقل من 18 سنة 36.7 % وأن معدلات الالتحاق بالابتدائي بلغت 93% في العام الدراسي 2012 - 2013، وأن أخر مسح لمكون فقر الطفولة للعام 2010/2011 وصل إلى 26.4 % .
ولقد صرحت الدكتورة نسرين البغدادي مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ورئيسة المؤتمر بأن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام سيبدأ في مناقشة عدة محاور عبر سلسلة من الجلسات العامة يتناول خلالها قضايا الطفولة والهوية والمشاركة والتكوين الثقافي والإبداعي ومخاطر الفقر والتهميش والحماية والرعاية الاجتماعية والقانونية، كما سيشهد حلقة نقاشية حول الطفل والمخدرات، ويختتم أعماله بمائدة مستديرة نحو استراتيجية لمستقبل الطفولة في مصر يحضرها نخبة من الخبراء والباحثين من مصر والعالم العربي.
وكانت قد بدأت جلسات المؤتمر في اليوم الأول بجلسة الهوية والمشاركة التي ناقشت موضوعات النوع الاجتماعي وعلاقته بمشاركة الأطفال، ودور الأسرة في تشكيل هوية الطفل البدوي في سيناء، ودور وسائط التنشئة الاجتماعية في تشكيل الوعي البيئي للطفل،والتحول الثقافي وآليات التنشئة الاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري، وقضايا الطفل في البرامج الحزبية بين التشخيص والمواجهة، والطفل والمواطنة النشطة، والانترنت والثقافة السياسية في مصر، والثورات العربية والثقافة السياسية للنشء، أما جلسة التكوين الثقافي والإبداعي فسوف تتناول قضايا دور المنظمات الدولية العاملة في مصر في مجال الطفولة، وثقافة الطفل العربي في مجتمع المعرفة، وإبداع الطفل الأدبي.
يذكر بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية يشارك في هذا المؤتمر من خلال تقديم ورقتي عمل الأولى بعنوان "ثقافة الطفل العربي في مجتمع المعرفة" إعداد الدكتورة ثائرة شعلان مدير إدارة البرامج بالمجلس، والثانية بعنوان "النوع الاجتماعي وعلاقته بمشاركة الأطفال داخل الأسرة" إعداد الدكتورة منى الحديدي مدرس علم النفس، إضافة إلى ادارة جلسة حول الحماية والرعاية الاجتماعية، وتقديم رؤيته في الاستراتيجية القادمة حول مستقبل الطفولة في مصر.
