دراسة إقليمية حول تربية الطفل في العالم العربي
الدراسة تشمل 9 دول عربية لتنشئة الطفل العربي لعالم جديد
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، بدأت صباح اليوم الثلاثاء الموافق 15 إبريل 2014 بالقاهرة، أعمال ورشة عمل الباحثين التي يعقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية حول الدراسة الإقليمية التي سيجريها عن "تربية الطفل في الوطن العربي" بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند".
ولقد صرح الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأن المجلس بصدد إجراء دراسة إقليمية ستتناول طرائق وأنماط تربية الأطفال في المجتمع العربي، وتقدم إطاراً فكرياً لنموذج تربية جديد يعزز ثقافة إحترام الطفل وتنمية قدراته ومعارفه وتمكنه من المشاركة. وأضاف سيادته بأن هذه الدراسة جاءت من محصلة التطور الفكري والتراكمي لعمل المجلس، التي اعتمدت على المنهج الحقوقى المتكامل، ثم التركيز على حق الحماية للطفل باعتبار أن الحماية ليست حق فقط إنما سياسات إجتماعية متكاملة، ومن ثم التركيز على أحد المفاهيم فى الحقوق أيضاً وهو حق مشاركة الطفل التي تعني القدرة على التعبير والنقاش وإحترام الذات ومشاركة الطفل فى القضايا الحياتية العامة، وعلى ضوء ما انجز وما قام به المجلس في مجال ذوي الإعاقة وأطفال الشوارع والمرصد الإعلامي لحقوق الطفل تبلورت لدى المجلس رؤية من إنه يجب أن يكون هناك نموذج تنشئة عام للطفل فى المجتمع العربى يقوم على تهيئة وتمكين وتعزيز قدرات الطفل حتى يتمكن من إعمال حقوقه بما في ذلك الحق في المشاركة.
كما أشارت د.ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية بأن هذه الدراسة تهدف إلى تقديم نموذج جديد لتربية الطفل في عالم متغير يقوم على معايير منبثقة من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ونظريات التربية الحديثة في مجتمع المعرفة الجديد والجهود العربية الرامية لتنمية الثقافة العربية، وإستنادا إلى بيانات واقعية لرؤية المجتمع والطفل العربي لطرق التربية السائدة. وأن الدراسة سوف تحوي ضمن سياقها وسائط التنشئة مثل الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني، وتقوم بتحليل السياسات والبرامج المتوفرة في مجال تنشئة الأطفال والتشريعات الوطنية المتعلقة بتنشئة الأطفال، كما ستركز على الأطفال وكيف يرون علاقاتهم بأسرهم ومجتمعهم والأنشطة التي يقضون أوقاتهم فيها.
وقد قدم الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة والباحث الرئيسي للدراسة الإطار المفاهيمي والمنهجي للدراسة التي ستشمل 9 دول عربية هى: تونس - الجزائر - السعودية - السودان - العراق - لبنان - ليبيا - مصر - اليمن، وأن الدراسة ستسعى إلى وصف طبيعة تنشئة الطفل في المجتمع العربي وتفسيرها ونقدها وصولا إلى رسم معالم النموذج الجديد الذي نتطلع من خلاله إلى إحداث تغيير ثقافي يضمن تنشئة جديدة لعالم جديد.
شارك في أعمال هذه الورشة - التي تستهدف مناقشة الإطار المنهجي للدراسة وأدوات جمع المعلومات - فريق البحث بإشراف الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، وفريقه المعاون الذي يضم د.منى الحديدي مدرس علم اجتماع بجامعة حلون ود.منال زكريا مدرس علم النفس بجامعة القاهرة والباحثة سميرة جاد (مصر)، إلى جانب فريق الباحثين من الدول العربية وهم: د.مشحن الزيدي (العراق)، أ.جان مخول (لبنان)، د.جميل بنيان (اليمن)، د.ابتسام ساتي (السودان).
يذكر بأن هذه الدراسة تأتي بناءً على ما انتهى إليه منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الرابع الذي عقده المجلس في يوليو 2012 ببيروت والذي أكد على أهمية الأخذ بنموذج جديد في التنشئة الاجتماعية للأطفال العرب، وأخذا بملاحظات اللجنة الدولية لحقوق الطفل، واستنادا إلى نتائج الدراسة العربية حول واقع مشاركة الأطفال في البلدان العربية التي أجراها المجلس عام 2012 في 8 دول عربية، وأخيرا تنفيذا لاستراتيجية المجلس الثلاثية (2014 - 2016) التي تعتمد هذا النموذج كبرنامج عمل متكامل وأساس نكفل من خلاله تنمية طفل ينعم بالعزة والكرامة والقدرة على المساهمة في بناء مجتمعه على أسس المعرفة والعدالة الاجتماعية.
