المشاركون في ورشة المجلس العربي للطفولة والتنمية حول الدمج المجتمعي
دمج الطفل ذي الإعاقة يجب أن يكون أسلوب وممارسة حياتية
تحت عنوان "دمج الطفل العربي ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع" انطلقت صباح اليوم السبت 2 إبريل 2016 ورشة العمل الإقليمية بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية، بالشراكة والتعاون مع كل من برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" وجامعة الدول العربية، والمنظمة الكشفية العربية، والبنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو"، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
افتتح أعمال الورشة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بكلمة أكد فيها أن المجلس العربي للطفولة والتنمية قد أولى اهتماما بالطفل ذي الإعاقة من فترة طويلة إلا إنه يسعى إلى تنفيذ مشروع دمج الطفل العربي ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع ليكون مشروعا متعدد الأهداف والمخرجات، وأن هذه الورشة تمثل برنامجا شاملا ومتكاملا لتدريب مجموعات من مدربي المدربين على توعية المجتمع بشكل عام والمعنيين بالتعليم والدمج والتعليم الدمجي. وأضاف بأن رغم كل الجهود الممتدة إلا أن عنصر الاستدامة يتطلب جهود كل المنظمات العربية ومواجهة ثقافة العزل وعدم تقبل الآخر، فالصعوبات أحيانا ليست مادية بل ثقافية، الأمر الذي يدفعنا إلى التأكيد على أن هذه القضية في الأساس قضية مجتمعية ثقافية سياسية، والأمل معقود على إعمال ثقافة الدمج وقبول الآخر والاختلاف، وهذا لن يتحقق إلا من خلال توفر الديموقراطية والحرية التي لن تقوم العدالة الاجتماعية دونهما.
كما تحدث د.عاطف عبد المجيد أمين عام المنظمة الكشفية العربية مشيدا بالشراكة الاستراتيجية مع المجلس العربي للطفولة والتنمية وعدد من الشركاء من أجل تحقيق الفائدة والمنفعة لأبناء وبنات أمتنا العربية. كما أوضح حرص المنظمة الكشفية العربية على العمل على قضية الدمج التي تقع في إطار الأولويات الاستراتيجية للمنظمة حتى العام 2020، وذلك من خلال أهداف الوصول للجميع والمسئولية الاجتماعية، متطلعين أن يكون الدمج المجتمعي جزء من كل فعاليات وأنشطة المنظمة وليكون جزء من الممارسات الحياتية اليومية.
أما الدكتور صلاح الجعفراوي ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسسكو" فقد أكد أن تعليم الأطفال ذوي الإعاقة هو حق من حقوق الإنسان ومسئولية وواجب مجتمعي تؤكد عليه القيم الإسلامية الحريصة على احترام كرامة الإنسان سليما كان أو معاقا، كما تؤكد عليه المواثيق والإعلانات والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة.، وأنه واجب على وزارات التربية والتعليم أن تدرج في دولنا قضية دمج الأطفال ذوي الإعاقة في سياساتها وخططها وان تولي اهتماما بتدريب العاملين في مدارس الدمج والعمل على تطوير معارفهم وتعزيز قدراتهم وتوسيع مداركهم واتجاهاتهم الإيجابية من خلال توظيف الدمج كأسلوب وممارسة.
وكانت د.سهير عبد الفتاح الخبيرة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية قد أشارت إلى أن هذه الورشة تأتي تزامنا مع الاحتفالات باليوم العربي للطفل اليتيم ويوم طيف التوحد، من أجل إعداد مدربين يتولون تدريب المشتغلين بدمج الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم والمجتمع، وذلك من خلال تطبيق الدليل التدريبي الذي أعده المجلس العربي للطفولة والتنمية ويستهدف بالأساس الدمج التعليمي والمجتمعي للأطفال ذوي الإعاقة.
شارك في أعمال الورشة أكثر من 60 متدرب من 12 دولة عربية (الأردن - الإمارات - البحرين - الجزائر - السعودية - السودان - الكويت -لبنان - ليبيا -مصر - المغرب - موريتانيا)، يمثلون المعلمون والعاملون في مؤسسات التعليم والإخصائيون والعاملون في مراكز رعاية الأطفال ذوي الإعاقة وتأهيلهم في الدول العربية.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد تضمنت أيضا عرض لقصة حياة الدكتور عمار بوقس الذي تحدى نفسه والبشر ممن علت أصواتهم ضدهم وأكد أن الطموح لا يعترف بالمقاييس ويرفض العراقيل، وفيلم أعده المجلس العربي للطفولة والتنمية بعنوان "وغدا تغرد العصافير" ونموذج للدمج المجتمعي من المغرب، وعرضا لفرقة المفتحين للمكفوفين المسرحية.
تستمر أعمال الورشة الإقليمية التي تستهدف تدريب مدربين (TOT)، حتى يوم 7 إبريل 2016 وتتناول بالتدريب عددا من القضايا يقدمها نخبة من الخبراء العرب في مجالات طبيعة التعليم الدمجى، والمواثيق الدولية والعربية المتعلقة بدمج ذوي الإعاقة في التعليم والمجتمع، والتجارب الأجنبية والعربية لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم، ومعايير التعليم الدمجى، والأدوار الداعمة للتعليم الدمجى، والتعليم الدمجى لذوي الإعاقات البصرية والسمعية والحركية والذهنية وذوي اضطراب طيف التوحد.