افتتاح مؤتمر واجب المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة
شكر للأمير طلال بن عبد العزيز في مؤتمر واجب المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة
د. أحمد عكاشة: 20% من أطفال ومراهقي العالم يعانون من مشاكل نفسية
افتتح صباح يوم الثلاثاء 2 فبراير 2010 مؤتمر "واجب المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة" والذي ينظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وبحضور أكثر من 250 مشارك من مختلف الدول العربية.
ألقت كلمة الافتتاح د. سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية ومقررة المؤتمر نيابة عن د. حسن البيلاوي المشرف العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية والتي أوضح فيها بأن المجلس قد استشعر أهمية قضية الطفل ذي الإعاقة معتقداً إنها لم تنل حقها في الاهتمام، فلازلنا في مجتمعنا العربي ننظر إلى الإعاقة على إنها صراع مع المحنة ونرفض أن نعترف بأن معظم الصعوبات التي يواجهها المعاقون نابعة من المجتمع نفسه، وأن لهؤلاء الأطفال حقوق كفلتها لهم المواثيق والاتفاقيات الدولية ومن قبلها الشرائع السماوية التي نادت بوجوب كفالة حياة كريمة لهم، وتقديم المساعدة لهم، مع ضمان حصولهم على التعليم والتدريب وخدمات الرعاية الصحية وإعادة التأهيل وتوفير الفرص الترفيهية لهم.
ثم ألقت الوزير المفوض منى كامل مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية كلمة أشارت فيها إلى جهود الجامعة، حيث أوضحت أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة قد صادق على وثيقة هامة ترمي إلى إقرار حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول العربية ألا وهي العقد العربي للمعاقين (2004 - 2013)، انطلاقا من إيمان القادة العرب بالقيم الإنسانية الأصلية والتراث الحضاري والثقافي للأمة العربية. وأضافت بأن العقد أفرد محوراً خاصاً للطفل ذي الإعاقة، اقتناعا بأن الأطفال هم بناة المستقبل. وأكدت أيضا في كلمتها بأن قضايا الأطفال ذوي الإعاقة تقع على عاتقنا جميعاً، وأن علينا اغتنام الإدراك المتزايد والوعي المتناهي الذي تبديه المجتمعات العربية تجاه قضايا الإعاقة لتحقيق المزيد من الارتقاء بمستوى حياة المعاقين وإنهاء حالات الإقصاء والتهميش.
كما أشارت د. سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية ومقرر المؤتمر في كلمتها بأن هذا المؤتمر ليس مجرد ندوة علمية نتدارس فيها قضية الإعاقة، ولكنه لقاء شامل نبحث فيه الواقع الذي يعيشه الأطفال المعاقون، ونفكر في مستقبلهم، ونعطيهم الفرصة ليتحدثوا إلينا بأنفسهم، ويشاركوا في توعيتنا بقضيتهم، ويعبروا عن أفكارهم وآلامهم وأحلامهم بمختلف الطرق .. بالكلام وبالإشارة وبالتمثيل والرقص والرسم والغناء.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة لسمو الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود رئيس جمعية أسر التوحد الخيرية بالمملكة العربية السعودية، مشيرة فيها إلى أن هذا المؤتمر يأتي استجابةً لضرورة ملحة بالنهوض بواقع ذوي الاحتياجات الخاصة، والسعي نحو تحقيق حقوقهم، موجهة الشكر إلى المجلس العربي للطفولة والتنمية وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية تحدث د. موسى شرف الدين رئيس منظمة الاحتواء الشامل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحاً بأن منظومة الدعم والمساندة والمساعدة لهؤلاء الأطفال نتحمل جميعاً مسئوليتها.
وفي أولى جلسات المؤتمر قدم د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي ورقة عمل بعنوان" الإعاقة النفسية في الطفل" موضحاً حجم مشكلة الصحة النفسية للطفل من أن 20% من أطفال ومراهقي العالم يعانون من مشاكل نفسية، وأن 3-4 % من هؤلاء يعاني من اضطراب نفسي شديد يحتاج للعلاج، وأن من 2-8% من أطفال المدارس يعانون من اضطرابات القراءة و5% من الأطفال فوق 8 سنوات يعانون من اضطرابات في النطق، ومن 3-7% يعانون من تشتت الانتباه. وأضاف بأن الاضطرابات النفسية والسلوكية في الأطفال مازالت تعاني من عدم الوعي بها وجهل الوالدين وسوء التشخيص وقلة العلاج.
وتوالت جلسات المؤتمر - التي تستمر حتى يوم الخميس 4 فبراير - حيث عقدت جلستي عمل الأولى بعنوان "حقوق الطفل ذي الإعاقة في المواثيق الدولية والعربية" والثانية بعنوان "الإعاقة في الإعلام والموروث الشعبي ودلالاتها على نظرة المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة".
يذكر بأنه قد قدم في المؤتمر مسرحية سيكودراما بعنوان "ليس هناك مستحيل" التي نالت استحسان كل الحضور، بعد أن أبدع الأطفال ذوي الإعاقة في تقديم مواهبهم باستخدام أسلوب السيكودراما.